مِن أهل العلم مَن أورد هنا تساؤلاً فحواه: إن {بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ} صُدِّرَت بها السورة، فلماذا كُرِّر قوله تعالى: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة:3]؟ فأجاب بعضهم على ذلك بما حاصلُه: أن ذلك من باب الترغيب والترهيب، فكلمة (رب العالمين) تتضمن ترهيباً وتخويفاً، فبعد هذا الترهيب والتخويف جيء بـ {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة:3] التي تتضمن ترغيباً.
وهذا سائد في كتاب الله ومنه: {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ} [غافر:3].
وقال تعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ} [الحجر:49 - 50].
وقال تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة:98].
فيُمْزَج الترغيب بالترهيب في كتاب الله في عدة مواقف.
وعلى هذا ينبغي للمذكِّر الذي يذكِّر الناس بربهم أن يمزج بين الترغيب فيما عند الله وبين الترهيب مما أعده الله سبحانه وتعالى للعصاة.
هذا وجه ساقه بعض أهل العلم في ذلك.