معشر الإخوان! يسن لمن أراد أن يضحي ألا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئاً إذا دخلت هذه العشر، على المذهب الصحيح من أقوال العلماء، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئاً)، وهل أهل بيت الرجل يلتحقون به في هذا الحكم؟ بمعنى: إذا كنت -يا رب البيت- تريد أن تضحي فهل أهلك أيضاً يمتنعون من أخذ شيء من الشعور والأظفار في هذه العشر؟ يرى فريق من أهل العلم أنه كما أن الأضحية تجزئ عن الرجل وأهل بيته، فكذلك يلزم الرجل وأهل بيته جميعاً ألا يأخذوا منها شيئاً من باب المقابل والقياس، فقالوا: ينبغي ألا تأخذ من شعرك ولا من أظفارك شيئاً إذا كنت تريد أن تضحي، وأهل بيتك كذلك، هذا قول.
والقول الآخر: أن أهل البيت يستثنون، والأول أحوط وأقرب إلى الأقيسة، والله تبارك وتعالى أعلم.
وهذا الحكم استثني منه الحجيج بلا شك، إذ الرسول عليه الصلاة والسلام وصل إلى مكة الرابع من ذي الحجة، وأمر أصحابه الذين اعتمروا عمرة التمتع أن يتحللوا ويقصروا من شعورهم، فليعلم إخواننا الحجيج المتمتعين أن عمرة التمتع السنة فيها التقصير، وهذا بالنسبة لعمرة التمتع خاصة، لأنه سيأتي عليك الحلق في الحج، وحديث: (غفر الله للمحلقين ثلاثاً) هو في غير عمرة الحج.
هذا، ونسأل الله سبحانه أن يلهمنا وإياكم ذكره وشكره وحسن عبادته في هذه الأيام، قال النبي عليه الصلاة والسلام: (أتحبون أن تجتهدوا في الدعاء؟ قولوا: اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أهل علينا هلال ذي الحجة بأمن وإيمان، وسلامة وإسلام، وتوفيق لما تحب وترضى.
اللهم ارفع الضر عن المتضررين من المسلمين، وارفع البأساء عن البائسين من المسلمين يا رب العالمين! اللهم انصر المستضعفين من عبادك المسلمين في كل البقاع، وارحم أموات المسلمين، ونور قبورهم، وافسح لهم فيها يا رب العالمين! وغنمنا حياتنا قبل الممات، وتوفنا مسلمين.
وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد.