معتقدات هذه الفرق في ألوهية الله عز وجل فيه دخن، فأكثر هذه الفرق وقع في الشرك بالله عز وجل! فغالبيتهم يدعو غير الله، وهذا لا يخفى على من ذهب إلى إيران أو رأى الإيرانيين وهم يطوفون بالبيت الحرام قائلين: يا علي! يا حسن! يا حسين! يا فاطمة! أثناء الطواف حول البيت العتيق، ولكن ليس هذا هو منتهى الكفر عندهم، فهناك فرقة وهي السبئية ألهت علي بن أبي طالب! حتى أن علياً لما بلغته مقالتهم جمعهم، فقالوا له: أنت هو، قال: وما هو؟ -كما يقولها بعض الصوفية الآن: هو هو- قال لهم: وما هو؟ قالوا: أنت الله!! فخد لهم الأخاديد وأشعل فيها النيران، ثم عرضهم على النار، فقالوا: الآن تأكدنا أنك أنت الله؛ لأن رسول الله قال: (لا يعذب بالنار إلا رب النار) فأنت رب النار! هذه الفرقة فرقة السبئية ألهوا علي بن أبي طالب وقال علي من ذلك: لما رأيت الأمر أمراً منكراً أججت ناري ودعوت قنبراً وفرقة ألهت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي المحمدية، وفرقة ألهت آدم عليه الصلاة والسلام وقالوا: إن الألوهية انتقلت من آدم إلى الأنبياء، فآدم إله، ونوح إله، وتسلسلت الألوهية إلى أن وصلت إلى محمد عليه الصلاة والسلام، وبعد أن مات انتقلت الألوهية إلى علي بن أبي طالب، ومنه إلى الحسن، ومن الحسن إلى الحسين، إلى أن انتهت إلى جعفر بن محمد الذي يطلقون عليه جعفر الصادق.
وخرجت طائفة تسمى الخطابية بلا حياء من الله ولا من البشر، في جموع غفيرة في زمنهم، وملئوا شوارع الكوفة قائلين: لبيك جعفراً! لبيك جعفراً! مكان: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، فقالوا: لبيك جعفراً! لبيك جعفراً! فهذا قول ثالث عند الشيعة في أمر الألوهية، فريق يدعي أن علياً هو الإله، وفريق يدعي أن محمداً هو الإله، وفريق يدعي أن الألوهية تسلسلت من آدم عليه الصلاة والسلام إلى الأنبياء إلى أن انتهت إلى جعفر بن محمد الذي هو جعفر الصادق بن محمد الباقر، وخرجوا ملبيين يقولون: لبيك جعفراً! لبيك جعفراً! وهؤلاء طائفة من الخطابية.
وفريق آخر ادعوا ألوهيات أُخر، وقد ادعى النبوة من يسمى أبو منصور العجلي حيث قال: إنه صعد إلى الرب، وأن الرب مسح على رأسه، فنزل من عند الرب يحل للناس الحرام ويحرم عليهم الحلال، ويأمرهم بإتيان المحارم وتزوج الأخوات والأمهات والبنات، زاعماً أن ربه أمره بذلك، وأحل لهم الدم والميتة ولحم الخنزير، وإذا سُئل عن الدم في قوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ} [المائدة:3] قال: إنها أسماء أشخاص! كان هذا الرجل يلقب بالكسف ويكنى بـ أبي منصور العجلي، وأتباعه يتلون قوله تعالى: {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ} [الطور:44]، ويتهكمون على من خالفهم ويقولون: هذا هو الكسف الذي سقط من السماء ليبشر الناس! وطوائف أُخر ادعت لها أرباباً غير الله سبحانه وتعالى، كفرقة الكيسانية التي تبعت المختار بن أبي عبيد الثقفي الذي ادعى -أول ما خرج- نصرة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه غاضب لظلم بني أمية لهم، فلما تبعه جمع غفير ادعى النبوة، فلما تبعه جمع غفير ادعى الإلهية! إلى أن قتل إلى غير رحمة الله عز وجل، لعنه الله.