ثم يبين لنا ربنا سبحانه أصل ديننا الذي هو أصل الأصول كلها، ألا وهو توحيده سبحانه، قال الله سبحانه: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ} [الفرقان:68] بل هم موحدون، وانفصل أهل الإسلام عن سائر الملل والنحل في كل البقاع، بأن أهل الإسلام يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، أما سائر أهل الأديان فيجعلون لله شريكاً آخر، كل يدعي لله شريكاً غير الآخر، أما أهل الإسلام فلا يدعون مع الله إلهاً آخر، فاتخاذ إله آخر أعظم جُرم يرتكب في حق الرب.
سئل النبي صلى الله عليه وسلم: (أي الذنب أعظم يا رسول الله؟ قال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك) سبحانه وتعالى، هذا ذنب لا يُغفر بحال إذا مات عليه شخص.
قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً} [النساء:48].
وقال سبحانه: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً} [النساء:116].
وقال سبحانه: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام:88].