أيها العباد! أيها المسلمون! في هذه الأزمان صار الذئاب يفترسون الفتاة، ولا يرضون بافتراسها مرة، بل مرات ومرات متعددة، تكثر شكاوى النساء التائبات، فتيات كن غاويات في بعض أزمانهن، فعبث بهن عابث، وارتكب معهن الفاحشة مرتكب، ثم صورها على هذه الحال، وسجل كلامها وهي على تلك الحال من الفحش، ثم لما تابت إذا هو يطاردها وإذا هو يهددها، إما أن تمكنه ثانية من نفسها وإلا نشر الأشرطة، ونشر الصور، ونشر المناظر التي جرت بينه وبينها، فتذعن المرأة وتنتكس مرات ومرات والمعصومات من عصمهن الله.
فجدير بكل فتاة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تتقي الله في نفسها، وأن تحذر أشد الحذر من هؤلاء الذئاب الذي لا يرقبون فيها إلاً ولا ذمة، جدير بكم أن تحذروا أخواتكم ونسائكم من هؤلاء الذئاب، الذئاب الذين يتلطفون في الحديث في الهواتف، كأنهم الحملان، يتلطفون في الحديث مع النساء في الهواتف إلى أن يوقعوا النساء في الحبائل والأشراك، ثم بعد ذلك لا يرقبون في الفتاة إلاً ولا ذمة.