حرمة النظر إلى النساء

جاء في شريعتنا تحريم كل سبيل يؤدي إلى هذه الفاحشة، سدت كل الذرائع التي توصل إلى هذه الفاحشة، ابتداءً من النظر إذ قال ربنا سبحانه: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور:30 - 31]، فجاء تحريم النظر المحرم الذي يئول بصاحبه إلى هذه الفاحشة، وسواء كان النظر إلى أجساد العاريات، أو كان النظر إلى المجلات الساقطة الهابطة التي تنشر صور العرايا من النساء، مهيجة للناس على فعل الفواحش كما قال ربنا: {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} [النساء:27].

فالنظر إلى الصور العارية في المجلات، وكذلك إلى المناظر العارية في أجهزة الإعلام من تلفاز وإنترنت وفيديوهات كل ذلك محرم، النظر إلى المناظر العارية المهيجة للشهوات والمعينة على الفسق والفجور كل ذلك محرم وممنوع، وكذلك ما يفعله شرار الشباب الفساق الذين يتجولون على المحلات التي تبيع ملابس النساء الداخلية، فينظرون إلى قمصان النساء ويتغزلون فيها، فكل ذلك من النظر المحرم، إذ كان يثير الشهوات ويشجع عليها، وكذلك النظر إلى المردان الذي يئول إلى فعل الفواحش بهم ومعهم، كل ذلك حرمه جمهور العلماء؛ صيانة للإنسان، ودرءاً لهذه الفتنة العظمى والبلية الكبرى بلية الزنا، التي تفسد على الشخص حياته وتنكد عليه معيشته.

فأول سبيل يؤدي إلى الفاحشة النظر، ولذا حرمه الله سبحانه بالآيات التي سمعتم، وقد سُئل نبيكم محمد عليه الصلاة والسلام عن نظر الفجأة، فقال صلى الله عليه وسلم: (اصرف بصرك)، وأخرج الطبراني بإسناد فيه كلام أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (النظرة سهم مسموم من سهام إبليس من تركها مخافة الله أبدله الله إيماناً يجد حلاوته في قلبه)، فهذا السبيل الأول، وهو النظر المحرم، وقد حرمه الله سبحانه وتعالى علينا درءاً لهذه الفتنة، ودرءاً لهذه البلية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015