ولا يمكن على الإطلاق أيها الأحباب مهما بلغ العقل البشري أن يضع منهجاً يتصف بهذه الصفات: بالتكامل والشمول، والتوازن والاعتدال، وبالتميز والمفاصلة؛ لأن الإنسان محكوم من ناحية الزمان والمكان، إن وضع منهجاً فقد يصلح هذا المنهج لزمان ولا يصلح لآخر، وقد يصلح هذا المنهج لمكان ولا يصلح لآخر، وقد يصلح هذا المنهج لطائفة من الناس ولا يصلح لآخرين.
وهكذا أيها الأحبة! أما منهج الله الذي خلق الإنسان، ويعلم من خلق وهو اللطيف الخبير، هو الذي يعلم ما يصلح خلقه وما يفسدهم، ومن ثمَّ جاء منهج الله جل وعلا متصفاً بهذه الصفات: بالتكامل والشمول، بالتوازن والاعتدال، بالتميز والمفاصلة؛ لأنه منهج الله خالق الإنسان الذي يقول جل وعلا: {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك:14].