أحببت أن أكمل الفائدة بهذا العنصر الثاني في هيئة هذا
Q من أسعد الناس بشفاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم؟ وهذا العنصر الثاني من عناصر هذا اللقاء لتكتمل الفائدة في باب الشفاعة، فإنه من أنفس أبواب العلم, ومن أسعد الناس بشفاعة الحبيب, ليحاسب اليوم كل واحد منا نفسه: أين هو من الحبيب؟
من يدعي حب النبي ولم يفد من هديه فسفاهة وهراء
فالحب أول شرطه وفروضه إن كان صدقاً طاعة ووفاء
قال سبحانه: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران:31] هل امتثلت أمره؟ واجتنبت نهيه؟ هل وقفت عند الحدود التي حدها لك المصطفى؟ سؤال أو أسئلة يجب أن يسألها كل مسلم صادق لنفسه؛ ليحدد موقعه من منهج وطريق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
من أسعد الناس بالشفاعة يوم القيامة؟ والجواب في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، فهو صاحب هذا السؤال الجليل, قال أبو هريرة: (من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة يا رسول الله؟ فقال المصطفى: لقد ظننت أنه لا يسألني عن هذا السؤال أحد قبلك لما رأيت من حرصك على الحديث يا أبا هريرة -منقبة من رسول الله لـ أبي هريرة - أسعد الناس بشفاعتي من قال: لا إله إلا الله خالصاً من قلبه) , وفي رواية ابن حبان: (أسعد الناس بشفاعتي من قال: لا إله إلا الله خالصاً من قلبه يصدق قلبه لسانه، ويصدق لسانه قلبه) , وفي صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: (لكل نبي دعوة مجابة، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي، فهي نائلة إن شاء الله تعالى من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً) , هذا هو الشرط, وهو أسعد الناس بشفاعة الحبيب من قال: لا إله إلا الله خالصاً من قلبه، وحقق التوحيد لله.