بل أنزل الله قرآناً ليربي وليعلم الصحابة كيف يعظمون رسول الله، ويوقرونه ويتأدبون حتى في ندائه صلى الله عليه وسلم، ولكن الأمة الآن -إلا من رحم ربك- لم تعرف قدر نبيها ولم تعظم رسولها, بل لقد أساءت الأمة الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فهجرت شريعته، ونحَّت سنته، ولم تعد تجيد إلا أن تتغنى برسول الله في ليلة هجرته وفي ليلة مولده وفي ليلة النصف من شعبان، فالأمة الآن لا تجيد إلا الرقص والغناء؛ لأنها عشقت الهزل وتركت الجد والرجولة.
أمة تدعي الحب لرسول الله وتتغنى بحب رسول الله في المناسبات والأعياد الوطنية في الوقت الذي نحَّت فيه شريعته وهجرت فيه سنته, بل وخرج من أبناء هذه الأمة المتمردة من يقول في حق القرآن الذي أنزله الله على قلب رسوله, والذي جعل الله فيه الهدى في الدنيا والآخرة قال هذا المجرم المرتد: إن القرآن منتج ثقافي ليس من عند الله.
وقال خبيث آخر: لقد عزمنا على أن نأخذ كل ما عند الغربيين حتى الإلتهابات التي في رئاتهم والنجاسات التي في أمعائهم.
وقال خبيث ثالث: إن مصيبة الشرق في التمسك بما يسمى بالأديان.
الأمة هجرت شريعة رسول الله, ونحَّت الأمة سنة رسول الله, أين الشريعة المغيرة المبدلة المضيعة؟! فهذا ورب الكعبة هو أعظم منكر على وجه الأرض, وهذا هو الذي يجب أن تجيش له كل الطاقات والإمكانيات حتى تظلل شريعة المصطفى سماء هذه الأمة, اللهم رد الأمة إليك رداً جميلاً برحمتك يا أرحم الراحمين.