أتذكر هذا المشهد لأختم به خطبة اليوم حينما دخل عثمان بن عفان على عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وهو نائمٌ على فراش الموت، فقال له عثمان بن عفان: [يا ابن مسعود! من أي شيء تشكو؟ قال له: أشكو ذنوبي، قال أي شيءٍ تخاف؟ قال: أخاف عذاب الله، قال: أي شيءٍ ترجو؟ قال: أرجو رحمة ربي، قال له عثمان: هل أستدعي لك الطبيب، فقال عبد الله: الطبيب لقيني، فقال عثمان: وماذا قال لك؟ فقال ابن مسعود: قال لي الطبيب: إني فعالٌ لما أريد، فقال عثمان: يا ابن مسعود! هل أكتب لبناتك شيئاً من المال بعد موتك؟ قال: كلا يا أمير المؤمنين، قال: ولم؟ قال له: لأنني علمتُ بناتي سورة الواقعة، سمعتُ حبيبي رسول الله يقول: (من قرأ سورة الواقعة في يومه وقاه الله شر الفقر طول يومه] يقين في الله، وثقة في الله.
إذاً مشكلتنا هي عدم الثقة في كلام الله؛ لأن الله يقول: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً} [الجن:16] إلا أننا نقول لربنا: لا يا رب الطريقة هاهنا، مرةً في الشرق ومرةً في الغرب، ومرةً مع العملات الصعبة، ولكن أقسم بالله العظيم ليس هذا هو الحل، أقسم بالله ليس هذا هو الحل.
اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد، اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد، الحل هاهنا الحل هاهنا الحل هاهنا الفرج هاهنا الفرج هاهنا أن نرجع إلى الله وأن نعود إلى الله، وأن نصطلح مع الله، وأن نجدد البيعة مع الله، وأن ننفذ شرع الله {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً} [الجن:16] {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [الأعراف:96] {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} [الذريات:22 - 23] فما من دابةٍ في الأرض إلا على الله رزقها.
فهيا ثقوا في الله، ثقوا في كلام الله، ثقوا في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وجربوا الله مرة، وجربوا شرع الله مرة، لقد جربتم كل شيء، فلم تعرضون عن منهج الله، ولم تعرضون عن تجربة شرع الله؟ ففي منهج الله العز كله، لماذا؟ لأن الله هو الذي خلق، ولأن الله هو الذي قنن، ولأن الله هو الذي شرع، وصدق الله إذ يقول: {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك:14].
أسأل الله سبحانه أن يشرح صدورنا، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
اللهم ارفع عنا هذا البلاء، اللهم ارفع عنا هذا البلاء، اللهم ارفع عنا هذا البلاء، اللهم ارفع عنا هذا الغم والهم، اللهم ارفع عنا هذا الضيق، اللهم ارفع عنا هذا الضيق، اللهم إن أردت بالناس فتنةً فاقبضنا إليك غير خزايا ولا مفتونين، ولا مفرطين ولا مضيعين، اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا، اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا، اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا، اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، ولا تعذبنا فأنت علينا قادر، لا تعذبنا فأنت علينا قادر، لا تعذبنا فأنت علينا قادر، اللهم الطف بنا يا لطيف، اللهم ارحمنا يا رحيم، اللهم تب علينا يا تواب، اللهم نج مصرنا من هذه الفتن، اللهم ارفع عن مصرنا هذه الابتلاءات، اللهم ارفع عن مصرنا هذه المحن، اللهم إن بـ مصر عباداً ركعاً سجداً يبتغون فضلك ورضوانك، اللهم إن بـ مصر شيوخاً ركعاً، وأطفالاً رضعاً، وبهائم ركعاً فارحمهم يا رب العالمين، اللهم ارفع عنا البلاء وارفع عنا الضيق، اللهم اجعل مصرنا سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، اللهم اجعل مصرنا سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم لا تحرمنا من نعمة الماء، اللهم لا تحرمنا من نعمة الماء، اللهم لا تحرمنا من نعمة الماء، اللهم لا تحرمنا من نعمة الماء واجعلنا أهلاً لشكر نعمك يا رب العالمين.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا، واغفر لنا عيوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين، اللهم لا تدع لأحدنا ذنباً إلا غفرته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا ديناً إلا أديته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا عاصياً إلا هديته، ولا حاجةً هي لك رضا ولنا فيها صلاح إلا قضيتها يا رب العالمين.
عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي؛ يعظكم لعلكم تذكرون، اذكروا الله العظيم يذكركم، واستغفروه يغفر لكم، واشكروه على نعمه يزدكم.
وقبل أن أغادر هذا المنبر أذكركم بالتبرع لمسجد الإمام، عسى الله تبارك وتعالى أن يوفقنا للانتهاء من بنائه إن شاء الله جل وعلا، وأنفقوا ولا تخشوا من ذي العرش إقلالاً، وأعتذر لكم عن الدرس فإني على سفر، وأقم الصلاة.