وتبدأ القصة -أيها الأحبة- بقول الله جل وعلا: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ} [يوسف:23] اسمعوا إلى أول كلمة نطق بها شابٌ في عنفوان شبابه، وفي عنفوان مراهقته وفتوته وشهوته، أول كلمةٍ نطق بها هذا التقي النقي: {قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ} [يوسف:23] أي إنه سيدي العزيز الذي تقبلني وأكرمني وأحسن معاملتي وتربيتي، وذلك يوم أن قال لامرأته أول الأمر: {أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً} [يوسف:21] وأكرم العزيز مثواه وأكرم تربيته، فقال يوسف هذا الكريم الذي قدر هذا الكرم: {قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [يوسف:23].