أتدرون أنهم يعلمون أبناءهم في المدارس هذه الملحمة الشعرية الكبرى! اسمعوا يا عباد الله! اسمعوا يا مسلمون! في كل مكان، اسمعوا إلى بنود هذه الملحمة الكبرى التي يتربى عليها أولاد الصرب النصارى في المدارس والجامعات والمعاهد والكنائس على أيدي القساوسة، وعلى أيدي المدرسين، اسمعوا إلى هذه الملحمة الشعرية الكبرى التي تقول: سلك المسلمون طريق الشيطان، دنسوا الأرض ملئوها رجساً، فلتعد للأرض خصوبتها، ولنطهرها من رجس الأوثان، ولنطهرها من تلك الأوساخ، ولنبصق على القرآن، وليطير رأس كل مؤمن يؤمن بدين الكلاب، ويتبع محمداً، فليذهب غير مأسوف عليه! هذه ملحمتهم، وهذه عقيدتهم، وهذا دينهم، وهذا قولهم، وهذا قرآنهم! أسمعتم يا عباد الله؟! أسمعتم أيها المسلمون؟! يا من تلذذتم بالفراش! وتلذذتم بالطعام! وتلذذتم بالشراب! أماتت نخوتكم؟! أمات إسلامكم؟! أمات دينكم؟! أماتت عزتكم؟! فليتخيل كل واحد منا أن هذه الأخت التي انتهك عرضها وضاع شرفها أنها أمك، أنها أختك، أنها زوجتك، أنها ابنتك، ماذا أنت صانع؟! هل فكرت في هذا؟! أفيقوا يا مسلمون! يا من فتحتم أماكن أعمالكم وشركاتكم للنصارى، ولكل طوائف الكفر من كل فج عميق، جاءوا إلى بلادنا، أكلوا خيراتنا، وأكلوا أرزاقنا، وعاشوا بيننا، ودخلوا بيوتنا، وهم هناك يذبحون أبناءنا، ويذبحون نساءنا، ويذبحون إخواننا.
فما ثم معتصم يغيث من استغاث به وصاح {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ * قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [البروج:1 - 8].
أسأل الله جل وعلا أن يرد المسلمين إلى الإسلام رداً جميلا، وأن يعيد المسلمين إلى حظيرة الإسلام، وأن يعيد إليهم عزتهم وكرامتهم، ومجدهم، وأن يذل الشرك والمشركين، والكفرة والملحدين، إنه ولي ذلك ومولاه.
اللهم إني قد بلغت، اللهم فاشهد! اللهم إني قد بلغت، اللهم فاشهد! اللهم إني قد بلغت، اللهم فاشهد! وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.