الطعن في ذات الله جل جلاله

مرحلة الطعن في ذات الله جل جلاله، هذا الكتاب الذي قرأتم عنه في الأسبوع الماضي يصف الخبيث رب العزة بالفنان الفاشل! وهذا صنم آخر من سوريا يقول في ديوان خبيث من دواوينه الشعرية، وسأترجم وأبين لحضراتكم أن المخطط مدروس وعلى مستوى الأمة، لا في مصر فحسب، بل على مستوى الأمة، يقول هذا السوري الخبيث: لا أختار الله ولا أختار الشيطان، كلاهما جدار يغلق لي عيني، فهل أبدل الجدار بالجدار؟! سبحان العزيز الغفار! ويقول هذا الصنم الخبيث المجرم: الله في التصور الإسلامي التقليدي: نقطة ثابتة متعالية منفصلة عن الإنسان، لكن التصوف على مذهب الحلاج قد ذوب ثبات الألوهية! وبهذا المعنى يكون قد قتل الله! وأعطى للإنسان طاقاته! ويقول هذا الصنم أيضاً: يا أرضنا! -يخاطب الأرض- يا زوجة الإله والطغاة! ويمعن في كفره فيقول: نمضي ولا نصغي لذلك الإله، فلقد تقنا لرب جديد سواه! تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.

وهذا حقير آخر من العراق -لتعلموا خطر المخطط- يقول: الله في مدينتي يبيعه اليهود، الله في مدينتي شريد طريد.

وهذا صنم آخر من فلسطين يقول لعشيقته: نامي فعين الله نائمة عنا وأسراب الشحارير.

وهذا صنم آخر من فلسطين الذبيحة يقول: وآخر ديك صاح قد ذبحناه لم يبق سوى الله، يعدو كغزال أخضر، تطارده كل كلاب الصيف، سنطارده سنصيد له الله! وهذا صنم آخر من اليمن يقول: صار الله رماداً، صمتاً، رعباً، في كف الجلادين، صار الله حقلاً ينبت مسابح وعمائم! لا إله إلا الله، جل جلال ربنا، {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر:67] سبحانه أحد في ذاته، أحد في أسمائه، أحد في صفاته، أحد في أفعاله، {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:5] استوى كما أخبر، وعلى الوجه الذي أراد، وبالمعنى الذي قال، استواء منزهاً عن الحلول والانتقال، فلا العرش يحمله، ولا الكرسي يسنده، بل العرش وحملته، والكرسي وعظمته، الكل محمول بقدرته، مقهور بجلال قبضته، لا إله إلا الله، نقر له بكل جلال، نقر له بكل كمال، نقر له بكل جمال، نقر له بكل عظمة، ننزه الله عن النقص، ننزه الله عن كلام الكافرين، ننزه الله عن كلام المجرمين، إن لم يحترق قلبك الآن فمتى سيحترق؟! إن لم يحترق قلبك عن الذات الإلهية فمتى سيحترق؟! إن لم تحترق قلوبنا وربنا يسب علناً فمتى ستحترق قلوبنا؟! أخبروني هل ماتت القلوب ونحن لا ندري؟! الله جل جلاله اسم لصاحبه كل جمال، اسم لصاحبه كل جلال، اسم لصاحبه كل كمال، تنزه على النقص وعن الشبيه وعن المثال، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى:11].

جاء حبر من أحبار اليهود -والحديث في صحيح مسلم - إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليقول له: (يا محمد! إنا نجد عندنا مكتوباً في التوراة: أن الله يجعل السموات على إصبع، والأراضين على إصبع، والماء والثرى على إصبع، والشجر على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع، ثم يهزهن ويقول: أنا الملك، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، وقرأ قول الله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر:67]).

لو كان الذي يتطاول على الذات الإلهية كافراً ظاهراً لهان الخطب، فهذا منهج الكفار، وهذه عقيدة الفجار، لكن الذي يدمي القلب أن الذي يعلن الحرب الآن على الذات الإلهية هو في عرف العوام من المسلمين! (إنهم رجال من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا) (محمد ومحمود وأحمد وحامد وطه)، رجال من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، وقد رفعوا على الأعناق، ورفعوا فوق الرءوس، وأحيطوا بهالة من الدعاية الكاذبة؛ لتغطي كفرهم وانحرافهم، ولتستر هذه الهالة جهلهم، ولتنفخ الدعاية الكاذبة في هؤلاء المجرمين؛ ليكونوا أمام الناس شيئاً مذكوراً، ليكونوا كالطبل الأجوف، يسمع من بعيد صوته، وهو من الخيرات خال، وهذا في الوقت الذي تشن فيه الحرب على الأطهار على العلماء وعلى الدعاة وعلى شيوخ الحق والسنة والهدى، تشن الحرب عليهم بصورة هوجاء، بصورة مزرية، إنها حرب إسقاط رموز هذه الأمة، لماذا نتحالف مع الشيطان؟ والله ما سب إبليس رب العزة بل قال كما قال الكبير المتعال حكاية عن إبليس الملعون الرجيم: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} [الحشر:16]، وتدبر معي قول رب العالمين حكاية عن إبليس اللعين: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [إبراهيم:22].

ما سب إبليس رب العالمين، كلا ورب الكعبة، فهؤلاء ألعن من إبليس، هؤلاء الأبالسة الذي يتعلم اليوم منهم إبليس اللعين، هم ألعن منه، وأخبث منه، وأخطر منه، فهم يسبون الله علناً، وهم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا: (طه محمد حامد محمود عبد الوهاب) أسماء من ذكرت كلامهم أسماء رجال ينسبون إلى الأمة وإلى الإسلام! والإسلام منهم بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب.

يقول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي رواه أحمد والحاكم بسند صحيح من حديث أبي هريرة: (سيأتي على الناس سنوات خداعات، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل: من الرويبضة؟ قال: السفيه يتكلم في أمر العامة) وفي الحديث الآخر: (هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا)، وفي لفظ مسلم: (رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015