وأقول: قال الإمام ابن القيم رحمه الله: الندم هو ركن التوبة الأعظم، وأبشرك أيها الطبيب! أن الله عز وجل ما دام قد وفقك وألهمك إلى أن تذكر فضله عليك، وإلى أن تعترف له بتقصيرك وفقرك وعجزك قبل أن تغرغر فأبشر، لعل الله أن يختم لك بخاتمة الخير، فإن الله يقبل التوبة من عبده ما لم يغرغر.
وأود أن أذكر نفسي وإخواني جميعاً بأن كفران النعمة سبب لزوالها، فيا من أنعم الله عليك بنعمة! اعلم بأن الله عز وجل يمهل ولا يهمل، فاعترف بفضل الله، واعلم بأن الشكر مأمور به، كما قال تعالى: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً} [سبأ:13]، والشكر يدور على اللسان والجنان، القلب والأركان، ففي الصحيحين (أن النبي قام حتى تورمت قدماه، فقيل له: أولم يغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! فقال صلى الله عليه وسلم: أفلا أكون عبداً شكوراً؟!).
فالشكر يقتضي منا أن نحمد الله باللسان، وأن نشكر الله بالجنان، وأن نشكر الله بالجوارح والأركان.
يا من منَّ الله عليه بنعمة العين! إياك أن تستخدمها في معصية الله، يا من منَّ الله عليك بنعمة الصحة! استخدم العافية في طاعة الله عز وجل.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.