أتمنى أن تصدِّق الأمة ربها، قال تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة:120]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة:51]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} [آل عمران:118]، وقال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة:109] فهذا قرآن ربنا يتلى علينا في الليل والنهار، فالصراع -أيها المسلمون- بيننا وبين اليهود ليس صراع أرض وحدود، ولكنه صراع عقيدة ووجود، وهذا كلام ربنا يتلى في الليل والنهار، وهذا كلام نبينا الصادق الذي لا ينطق عن الهوى بأبي هو وأمي صلى الله عليه وآله وسلم.
أيها الإخوة! أدين الله جل وعلا على منبر رسوله أن للقدس طريقاً واحداً، ولن تصل الأمة إلى القدس إلا من خلاله ولو عاشت آلاف السنين، هذا الطريق وَضَّحَ الله في القرآن معالمه وحدوده، فلو ظلت الأمة ألف سنة بعيدة عن هذا الدرب وعن هذا الطريق فلن تستطيع أبداً أن تصل إلى القدس الشريف، فما هي معالم هذا الطريق؟ وما هي خطواته؟!