أيها الأزهر! أيتها الأوقاف! أيها المسئولون! يا من عشتم للعروش والفروش والكروش! ستسألون عن هؤلاء بين يدي الله جل وعلا، أيها الدعاة أيها المسلمون جميعاً تحركوا، فإن عجزت أيها الأخ عن أن تتحرك لدين الله بلسانك وبدعوتك، فخصص جزءاً من مالك لدين الله، ولدعوة الله، ولحضور محاضرة إيمانية لداعية إلى الله جل وعلا ليتفرغ للدعوة إلى دين الله عز وجل، خصص راتباً لمحفظ للقرآن الكريم خصص راتباً لمرأة مسلمة تجيد التلاوة لتحفظ الأخوات، ولتعلم البنات العقيدة والقرآن، فإن لم يكن بلسانك فبمالك وبسلوكك وبأخلاقك.
نريد أن نشهد الإسلام الآن شهادة سلوكية، وأنا أكرر هذا الكلام عن عمد، نريد أن نشهد الإسلام شهادة سلوكية واقعية عملية.
نريد لك أيها الحبيب ألا تنظر إلى جهد الأمة كلها إلا من خلال نظرك إلى جهدك، فالكل ينظر إلى عيب غيره وينسى عيب نفسه، مع أن الله قد حذرنا من ذلك فقال: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} [آل عمران:165]، ففتش في نفسك، وفتش في عيبك أيها الحبيب! وهيا من الآن تحرك لدين الله، واستغل منصبك استغل كرسيك، واعلم أن كرسيك زائل، فالله الله أن يحول الكرسي بينك وبين الله، والله الله أن يحول الكرسي بينك وبين الجنة، واعلم بأن الكراسي لو دامت لغيرنا ما وصلت إلينا.
فيا أيها الحبيب! فكر في منصبك وعلى كرسيك الذي جلست عليه كيف تبدع لهذا الدين؟ وكيف تقدم وقتك وهمك وفكرك وزجتك وولدك لهذا الدين، لتلقى النبي صلى الله عليه وسلم وقد امتثلت أمره، كما في صحيح البخاري من حديث عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله علسه وسلم قال: (بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار).
أيها الموحدون! نريد أن نعد من الآن الكوادر الإسلامية المتخصصة التي تكون قادرة على تدبير شئون الحياة كلها من منظور الإسلام، ومن منطلق قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم، فافهموا الإسلام فهماً دقيقاً بشموله وكماله، وحولوه في حياتكم إبتداءً إلى واقع، وتحرك بعد ذلك للغرب، وإياك أن تحتقر دورك، فلا تحقرن وظيفتك، واغرس ولا تقل: لمن أغرس؟ ومتى تثمر؟ ومن يأكل؟ روى أحمد في المسند والبخاري من حديث أنس أنه صلى الله عليه وسلم قال: (إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فاستطاع أن يغرسها فليغرسها) فلا تقل: القيامة ستقوم، ومتى أغرس؟ ومتى تثمر؟ ومن يأكل؟ هذا ليس لك، فما عليك أيها الحبيب! إلا أن تغرس، وما عليك إلا أن تتحرك لدين الله، ونريد كل مسلم أن يقول لربه جل وعلا: يارب! لقد أعذرت إليك وبذلت كل ما في وسعي لدينك، فالله ما أمرك بأكثر من هذا، قال جل وعلا: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:16].
وأخيراً أسأل الله جل وعلا أن يقر أعيننا جميعاً بنصرة الإسلام وعز الموحدين، اللهم أقر أعيننا بنصرة الإسلام وعز الموحدين، اللهم أقر أعيننا بنصرة الإسلام وعز الموحدين، اللهم أقر أعيننا بنصرة الإسلام وعز الموحدين.
اللهم اشف صدور قوم مؤمنين، اللهم اشف صدور قوم مؤمنين، اللهم اشف صدور قوم مؤمنين.
اللهم أنت غياثنا فبك نغوث، وأنت ملاذنا فبك نلوذ، وأنت عياذنا فبك نعوذ، يا ذا المن! ولا يمن عليه، ويا من يجير! ولا يجار عليه، يا ذا المن! ولا يمن عليه، ويا من يجير! ولا يجار عليه، يا من إليه يلجأ الخائفون! يا من إليه يلجأ الخائفون! يا من إليه يلجأ الخائفون! يا من عليه يتوكل المتوكلون! يا من إليه تبسط الأيدي ويرجوه المذنبون! يا من إليه تبسط الأيدي ويرجوه المذنبون! اللهم لا تعاملنا بذنوبنا، اللهم لا تعاملنا بذنوبنا، اللهم إنا نعترف لك بعجزنا، ونقر لك بضعفنا، ونقر لك بجرمنا، فاللهم لا تتخل عنا بذنوبنا، اللهم لا تتخل عنا بذنوبنا، اللهم لا تتخل عنا بذنوبنا.
اللهم ارحم ضعفنا، واجبر كسرنا، واغفر ذنبنا، واستر عيبنا، وآمن روعاتنا، وفرج كربنا، واكشف همنا، وأزل غمنا، اللهم تقبل دعاءنا برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم احمل المسلمين الحفاة، واكس المسلمين العراة، وأطعم المسلمين الجياع.
اللهم اربط على قلوب المجاهدين في كل مكان، اللهم اربط على قلوب المجاهدين في كل مكان، اللهم إنا نشكو إليك خيانة الخائنين، اللهم إنا نشكو إليك خيانة الخائنين، اللهم إنا نشكو إليك خيانة الخائنين، اللهم إنا نشكو إليك مكر المنافقين، اللهم إنا نشكو إليك كيد العلمانيين، اللهم رد كيدهم في نحورهم يا رب العالمين، اللهم اشف صدور قوم مؤمنين، وأقر أعيننا بنصرة الإسلام وعز المسلمين.
اللهم فك أسر المأسورين، وسجن المسجونين، واربط على قلوبنا وإياهم يا رب العالمين! اللهم اجعل مصر واحة للأمن والأمان، اللهم اجعل مصر سخاءً رخاءً وسائر بلاد الإسلام، اللهم ارفع عن مصر الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم ارفع عن مصر الفتن ما ظهر منها وما بطن، واجعلها سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين! أحبتي في الله: صلوا وسلموا على حبيبنا رسول الله؛ فلقد أمرنا الله جل وعلا بذلك في قوله: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:56] , اللهم صل وسلم وزد وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
هذا وما كان من توفيق فمن الله، وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان؛ والله ورسوله منه براء، وأعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون عليه إلى الجنة، ويلقى به في جهنم، وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه.
والحمد لله رب العالمين.