وهذا شاب آخر في أول أيام عرسه، في ليلة أنس وعرس، يسمع النداء: يا خيل الله اركبي، حي على الجهاد، حي على الجهاد، فينزع نفسه من بين أحضان عروسه، أو إن شئت فقل: ينزعه الإيمان من بين أحضان عروسه وينطلق مسرعاً على الفور لينال شرف الصف الأول خلف رسول الله، وتنتهي المعركة، ويرفع التقرير للحبيب محمد، يا رسول الله إننا نرى أثر ماء على أرضنا، ونزل النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه فرأى أثر الماء على حنظلة، فقال النبي: اسألوا زوجته، اسألوا أهله، فرفعت زوجة حنظلة هذا التقرير العجيب وقالت: إن حنظلة لما سمع المنادي يقول: يا خيل الله اركبي! حي على الجهاد! حي على الجهاد! كان جنباً فلم يمهله الوقت ليرفع عن نفسه الجنابة، فانطلق لينال شرف الصف الأول خلف الحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسقط شهيداً في ميدان القتال، فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم ذلك قال: (إن الله جل وعلا قد أرسل ملائكة من السماء بماء من الجنة لتغسل حنظلة، ولترفع عنه الجنابة، ليلقى الله جل وعلا وهو طاهر).
إنهم الأبطال! إنهم الرجال الذين عرفوا حقيقة الدنيا!! اللهم إنا نشهدك أننا نحب الجهاد في سبيلك، اللهم إنا نشهدك أنا نتمنى الجهاد في سبيلك، اللهم إنا نشهدك أن لو نادى المنادي الآن: يا خيل الله اركبي حي على الجهاد لرأيت من هذا الشباب ومن هؤلاء الشيبان من هو كـ حنظلة، ومن هو كـ عمير بن الحمام، ومن هو على شاكلة خالد.
اللهم إنا نشهدك أن من شباب الأمة الآن من يتمنى أن لو سد فوهات المدافع بصدره لتكون كلمتك هي العليا!! اللهم ارفع علم الجهاد، واقمع أهل الزيغ والفساد برحمتك يا أرحم الراحمين!