فهذا أنس بن النضر -وحديثه في الصحيحين- في غزوة أحد يسمع الخبر: قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتسري الفتنة والفاجعة بين الجنود كسريان النار في الهشيم، حتى وضع بعض الصحابة السلاح وأرادوا الرجوع إلى المدينة، وقالوا: ماذا نصنع بالحياة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمر عليهم أنس بن النضر فأخبروه بذلك فصرخ فيهم وقال: قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم التفت فرأى سعد بن معاذ فقال له: يا سعد! إني لأجد ريح الجنة، وترك أنس بن النضر سعد بن معاذ وانطلق في صفوف القتال ليقاتل محتسباً مقبلاً غير مدبر، فمن الله عليه بالشهادة، فما عرفته إلا أخته ببنانه، وبه بضع وثمانون جرحاً ما بين ضربة بسيف ورمية بسهم وطعنة برمح.