الزواج راحة للقلب واستقرار للحياة

امتن الله علينا بنعمة الزواج فقال سبحانه: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم:21] أيها الحبيب! أيتها الأخت الكريمة الفاضلة! هل سمعتم هذا الأسلوب الرقيق العذب اللطيف الذي يمتن علينا به القرآن عند حديثه عن الزواج إنه من أعظم النعم التي امتن الله بها على الرجال والنساء على حد سواء، إنها صلة السكن للنفس والقلب، إنها صلة الراحة للجسد والقلب، إنها صلة الاستقرار للمعاش وللحياة: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا) لماذا؟ سكن راحة قلب وراحة نفس راحة بال وراحة ضمير استقرار حياة، واستقرار معاش، وشتان بين علاقة بين رجل وامرأة في الحلال، وبين علاقة بين رجل وامرأة في الحرام.

انظروا إلى رجل يعاشر زوجته في عش الزوجية، وبينما هو في هذه العبادة وهذه الطاعة -إن صحت النية فإن الله جل وعلا يأجره على ذلك- بينما هو على هذا الحال يطرق ويقرع عليه بابه، فما الذي يحدث، وما الذي يصير؟ يقوم بمنتهى الأمن والأمان والطمأنينة ليغتسل أو ليرتدي ثيابه، ثم يذهب ليرى من يطرق عليه بابه! وانظر إلى رجل مع امرأة في علاقة محرمة (الزنا) والعياذ بالله، في مكان أياً كان، ثم يطرق عليه الباب أو يسمع صوتاً هامساً في الشارع، أو يسمع حركة بخارج الدار، مستحيل أن يتم هذا اللقاء، وأن يستمر هذا الوضع، بل تراه قائماً مضطراً خائفاً وجلاً، وهذا هو الفرق بين العلاقة في الحلال كما أرادها الله، وكما شرعها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبين علاقة حرمها الإسلام وحرمها رسول الله عليه الصلاة والسلام.

(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا) اسمعوا مني هذه الكلمات واحفظوها، أقول: العلاقة الزوجية إن خلت من المودة والمحبة والرحمة أصبحت كالجسد الميت، إن لم يدفن فاح عفنه ونتنه، ودفنه هو الطلاق الذي أثار عليه المستشرقون شبهاً طوالاً عراضاً، وهي رحمة من أعظم رحمات الله جل وعلا.

لا بد للحياة الزوجية أن تبنى على الحب وعلى المودة وعلى الرحمة، على الحب الذي دنس واستغل ووضع في غير موضعه! وأصبح يعبر عن الحب بأقبح العلاقات الجنسية القذرة التي أصبح يعلمها لأبنائنا وفتياتنا الإعلام العميل للشيوعية والعلمانية وغيرهما.

إن العلاقة الزوجية لا بد أن تبنى على المحبة، ولا بد أن تبنى على الرحمة، ولا بد أن تبنى على المودة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015