وهذا عمر بن عبد العزيز يوم فتح الإسلام والمسلمون مدينة سمرقند، وعرف أهل سمرقند أن الفتح لمدينتهم فتح باطل؛ سبحانك ربي! لماذا؟ لأن المسلمين دخلوا المدينة عنوة دون أن يبلغوا قومها الإسلام، فإن أبوا فالجزية، فإن أبوا فالقتال، هكذا علمهم سيد الرجال صلى الله عليه وسلم، ولكنهم ما فعلوا ذلك.
فأرسل أهل سمرقند رسالة إلى أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز طيب الله ثراه، وأخبروه بأن فتحهم الإسلامي لمدينتهم فتح باطل؛ وبينوا له ذلك، فما كان من هذا العملاق الذي تربى في مدرسة النبوة، إلا أن يصدر الأوامر إلى قائد جيشه الفاتح في مدينة سمرقند بالانسحاب فوراً، فخرجت الألوف المؤلفة من أهل سمرقند بين يدي هذا الجيش المنسحب المنتصر ليعلنوا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله!