ليس من الفقه ولا من الحكمة أن أذكر أسماء هؤلاء أو أسماء كتبهم حتى لا أروج لأسمائهم ولا لكتبهم من حيث لا ندري.
يقول أحدهم بالحرف: (إن الصحابة كانوا يمثلون مجتمعاً متحللاً مشغولاً بالرذائل والهوس الجنسي) هل تتصور أن مجتمع الصحابة هكذا؟! الصحابة الذين رباهم رسول الله، يقول هذا الرتيع الوضيع: (ولم تكن التجاوزات مقصورة على مشاهير الصحابة، بل تعدتهم إلى صحابيات معروفات).
ثم يقول: (ولما كان التقاء الذكر بالأنثى والأنثى بالذكر طقساً يومياً من الطقوس الاجتماعية المعتادة في مجتمع يثرب، فقد اضطر محمد رفعاً للحرج أن يبيح لهم أن يمروا في المسجد وهم جنب).
هل تدبرتم هذه الكلمات الخبيثة؟ وهكذا تبين كلماتهم الخبيثة فساد طويتهم وخبث عقيدتهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ويقول هذا الرتيع الوضيع أيضاً: (لما أرسل علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم إلى خطيبها عمر بن الخطاب بادر عمر بمعاينة ساقيها؛ ليتأكد من جودة البضاعة أو جودة الصنف).
أتحدى هذا الأثيم أن يتطاول على قسيس، أو على وزير، أو على رئيس الدولة، لكن التطاول على أطهر الخلق بعد الأنبياء أصبح أيسر الطرق للشهرة الكاذبة، للشهرة الخبيثة، ما على أحدهم إلا أن يملأ قلمه بمداد نجس، بمداد عفن؛ ليتطاول على أطهر الخلق بعد الأنبياء.
أيها الأحبة! أود أن تنتبهوا لهذا التأصيل المهم: لا يجوز البتة لرجل زائف العقيدة، مريض القلب، مجوف الفكر، أن يتطاول أو أن يكتب عن أصحاب النبي؛ لأن الحديث عن الصحابة يتطلب صفاء في العقيدة، وأمانة في النقل، وإخلاصاً في النية، ودقة في الفهم، ونظرة فاحصة مدققة لأراجيف المغرضين والكذابين والوضاعين.
على أي حال؛ أنا لا أرى لهؤلاء الأقزام الأنذال الذين يتطاولون على أهل الطهر مثلاً إلا كمثل ذبابة حقيرة سقطت على نخلة تمر عملاقة، فلما أرادت الذبابة الحقيرة أن تطير وتنصرف، قالت لنخلة التمر العملاقة: تماسكي أيتها النخلة؛ فإني راحلة عنك، فردت عليها النخلة العملاقة وقالت: انصرفي أيتها الذبابة الحقيرة! فهل أحسست بك حينما سقطت عليَّ لأستعد لك وأنت راحلة عني؟! هل يضر السماء نبح الكلاب؟! هل يضر السماء أن تمتد إليها يد شلاء؟