الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد: فيا أيها الأحبة الكرام! لا أريد أن أفارق الأحبة إلا وقد سكبت الأمل في القلوب سكباً بأن المستقبل لهذا الدين، فإن عنصرنا الأخير هو: فجر الإسلام قادم.
حتى نعلم يقيناً أن الله سينصر دينه بنا أو بغيرنا قال تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِينْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران:144]، إن انصرفت عن مجالس العلم فلن تضر الله شيئاً، إن تقاعست عن الإنفاق في سبيل الله فإن الله هو الغني، إن انصرفت عن العمل لدين الله فإن الله لا يريد منك عملاً، أنت الخاسر، الله جل وعلا لا تنفعه طاعة، ولا تضره معصية وهو القادر على كل شيء، ولكنه يأمرك لأنه يريد بك ولك الخير، قال تعالى: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} [الحجرات:17].
فالله سبحانه ناصر دينه بنا أو بغيرنا، وإن المستقبل للإسلام برغم كيد الفجار والمنافقين والعلمانيين! إن المستقبل لدين الله جل وعلا بموعود الله وبموعود رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنا لا أقول هذا الكلام رجماً بالغيب، ولا من باب الأحلام الوردية، لتسكين الآلام وتضميد الجراح، لا، بل هذا هو قرآن ربنا يتلى، وهذه أحاديث نبينا تُسمع، إن المستقبل لهذا الدين، وإن أشد ساعات الليل سواداً هي الساعة التي يليها ضوء الفجر، وفجر الإسلام قادم بإذن الله جل وعلا! إن الذي يفصل في الأمر في نهاية المطاف -أيها الشباب- ليس هو ضخامة الباطل، ولكن الذي يفصل في الأمر هو قوة الحق، ولاشك أبداً أن معنا الحق الذي من أجله خلق الله السماوات والأرض والجنة والنار، ومن أجله أنزل الله الكتب وأرسل الرسل، معنا رصيد فطرة الكون، معنا رصيد فطرة الإنسان التي فطرت على التوحيد، وقبل كل ذلك وبعد كل ذلك معنا الله، ويا لها -والله- من معية كريمة لو عرف الموحدون قدرها، ولو عرف المسلمون عظمتها وجلالها، قال الله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام:91].
فالمستقبل للدين، ونصرة الله لدين الله جل وعلا، هذا وعد منه سبحانه، ووعد من نبيه الصادق الذي لا ينطق عن الهوى، قال تعالى: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ} [غافر:51]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} [الصافات:171 - 173]، وقال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [النور:55]، وقال الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة:32 - 33]، وقال تعالى: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [يوسف:21]، وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} [الأنفال:36].
وأختم بهذا الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم! يا عبد الله! ورائي يهودي تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود).
فالله ناصر دينه بنا أو بغيرنا، فهل ستتقاعس عن هذا الشرف؟ هيا سابق الزمن قبل أن يأتيك ملك الموت فتندم يوم لا ينفع الندم، هذه أمانة أطوق بها أعناق كل مسلم ومسلمة على وجه الأرض يستمع إلى هذه الكلمات معي الآن أو عبر شريط (الكاسيت) بعد ذلك، اللهم إني قد بلغت، اللهم فاشهد يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألك الإخلاص في أقوالنا وأعمالنا، اللهم باعد بيننا وبين النفاق والرياء كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم لا تجعل خطنا من ديننا أقوالنا، اللهم لا تجعل حظنا من ديننا قولنا، اللهم لا تجعل حظنا من ديننا قولنا، وارزقنا الصدق والإخلاص في نياتنا وأقوالنا وأعمالنا وأحوالنا برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم أقر أعيننا بنصرة الإسلام وعز الموحدين، اللهم أقر أعيينا بنصرة الإسلام وعز الموحدين، اللهم أقر أعيينا بنصرة الإسلام وعز الموحدين، اللهم طهر الأقصى من دنس اليهود يا كريم، اللهم طهر الأقصى من رجس اليهود يا كريم، اللهم عليك باليهود وأعوان اليهود وعملاء اليهود، اللهم زلزل الأرض من تحتهم يا رب العالمين! اللهم املأ قلوبهم وبيوتهم ناراً، اللهم حرق قلوبهم وبيوتهم قبل أن يحرقوا الأقصى برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم ارحم ضعفنا، واجبر كسرنا، واغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وآمنا روعاتنا، واكشف همومنا واقض حوائجنا.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله أجمعين.