تحرك لنصرة هذا الدين

الخطوة الرابعة: إن فعلت ذلك فاخط على الطريق خطوات عملية لازمة، تتمثل في: أن تدعو غيرك لهذا الدين الذي تحمل همه، ولهذه القضية التي تعتنقها، والتي تعلمتها وفهمتها وعملتها، تحرك بعد ذلك على الفور لدين الله جل وعلا؛ لتبلغ غيرك، ولتنقل هذا النور، فلا تكن زهرة صناعية -أي: من صنع البشر- لا تحمل من عالم الأزهار إلا اسمها، وكن زهرة كالأزهار التي خلقها الله لا تحبس عن الناس أريجها وعطرها، فإن من الله عليك بالنور فانقل هذا النور إلى غيرك من المسلمين، ولتتحرك الأخت المسلمة لتنقل هذا النور إلى غيرها من الأخوات المسلمات.

تكثيرك لسواد المسلمين الآن في خطبة الجمعة أو في محاضرة من المحاضرات؛ لإغاظة المنافقين، لتبين لهم أننا لا زلنا نحب هذا الدين، وتحترق قلوبنا له هذا عمل للدين.

جلوسك في مجلس علم لتتعلم عقيدة التوحيد، ولتعمل بها ولتعلمها غيرك عمل للدين.

جلوسك في حلقة قرآن بعد العصر لتحفظ القرآن، ولتحفظه غيرك بعد ذلك عمل للدين.

تربيتك لزوجتك وأولادك تربية طيبة على القرآن والسنة عمل للدين.

اهتمامك بدروسك -أيها الطالب المسلم- وتفوقك في جامعتك ودراستك وحصولك على المراكز الأولى عمل للدين.

اهتمامك بزوجك -أيتها المرأة المسلمة- وحفظك لعرضه ولشرفه، ووقوفك إلى جواره في تربية الأولاد تربية طيبة وعدم الإنهاك لظهره بالطلبات والنفقات التي لا يقدر عليها عمل للدين.

التزامك -أيها الموظف والمسئول المسلم- بعملك في مواعيده المنضبطة وإصلاحك وتفانيك في خدمة جماهير المسلمين عمل للدين.

صدقك في كلامك وإخلاصك في وفائك للوعود والعهود عمل للدين، نشرك لشريط استمعته واستفدت منه عمل للدين، إلصاقك لإعلان خطبة جمعة أو لمحاضرة علم عمل للدين.

غيرتك في قلبك على حرمات الله التي تنتهك عمل للدين.

أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر عمل للدين.

صدقك وإخلاصك في أي عمل عمل للدين.

دعوتك لغيرك بالحكمة والرحمة عمل للدين.

رفقك في نصيحة إخوانك عمل للدين.

إنفاقك لمال على فقير أو يتيم أو مسكين عمل للدين.

تخصيصك لجزء من راتبك للدعوة إلى الله أو للإنفاق على طالب علم أو لداعية من الدعاة عمل للدين.

مساهمتك في بناء مسجد كهذا عمل للدين، ماذا تريدون بعد ذلك؟!! والله! لا يترك هذا المجال الفسيح إلا مخذول محروم، ابذل أي شيء، أهل الباطل يتحركون بكل قوة، نتنياهو يعلمنا كيف يكون البذل للعقيدة وهو على الكفر، وأهل الحق وأهل التوحيد في تقاعس مرير، بالله عليكم: ماذا لو تحرك هذا الجمع الذي يتكون من الآلاف بين يدي، ماذا لو تحرك كل هذا الجمع ليتحولوا إلى دعاة صادقين في مواقع الأعمال، ومواطن الإنتاج، وعلى كراسي الوظائف؟ ماذا يكون لو تحولوا جميعاً إلى دعاة صادقين لدين الله جل وعلا؟ أيها الأخيار الكرام! الرسول يحملنا هذه الأمانة: (بلغوا عني ولو آية) والحديث في الصحيحين، ويقول صلى الله عليه وسلم: (ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا وكان له من أمته حواريون وأصحاب، يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنه تخلف من بعدهم خلوف)، أسأل الله ألا يجعلنا منهم.

فلن تكون من حواريي وأنصار رسول الله إلا إذا حملت هم دعوة النبي في قلبك، وإلا إذا تحركت لها وفكرت لها في النوم واليقظة والسر والعلانية، يقول ابن القيم في تعليقه على قول الله: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف:108]، يقول ابن القيم رحمة الله عليه: لن يكون الرجل من أتباع النبي حقاً حتى يدعو إلى ما دعا إليه النبي على بصيرة، فهل دعوت إلى الله؟ هل تحركت لدين الله أيها الحبيب؟ هل تحركت لدين الله يا أختاه؟ تحركوا -أيها المسلمون- من الآن، الدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم ومسلمة كل بحسب قدرته، هذا ما قرره علماؤنا في هذا الزمان؛ لأن الكفر انتشر؛ ولأن الإلحاد ظهر؛ ولأن الزندقة كثرت؛ ولأن العلمانيين يهدمون صرح الإسلام في الليل والنهار، فيجب عليك أن تتحرك في حدود قدراتك وإمكانياتك، واعمل ولست مسئولاً عن النتيجة، الله جل وعلا يقول: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة:105].

لا أريد أن أشق أكثر من ذلك على أحبابي وإخواني الذين أراهم يقفون في الشمس قبل أن أرتقي هذا المنبر، ولذا فأنا ألزم الجميع الآن ترجمة عملية للعمل لدين الله سبحانه، ألا يفارق هذا المكان أحد صلى معنا إلا وقد ساهم بأي شيء لننهي الدور الأعلى في هذا البيت الكريم المبارك؛ حتى لا نشق على إخواننا بعد ذلك في صلوات الجمعة فيجدون مكاناً يسمعون فيه قول الله وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابحث أنت بنفسك عن إخوانك الذين يجمعون، فإن كل تبرعات اليوم لتشييد الدور الثاني في هذا البيت الكريم المبارك الذي يمثل منارة للتوحيد والهدى في محافظة (الدقهلية) بأكملها، أسأل الله جل وعلا أن ينفع به وأن ينفعنا وإياكم بما نسمع وبما نقول، وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015