شبهات والرد عليها

يوجد بعض الشبهات ينبغي الرد عليها، فبعض العلماء يقولون بجواز كشف الوجه -ونحن نحسن الظن بهم، ولا نتهمهم والعياذ بالله، فإننا نحب شيوخنا وعلماءنا، ولكن الحق أحب إلينا منهم- ويستدلون بأحاديث منها حديث أسماء الذي رواه أبو داود والبيهقي من حديث خالد بن دريك عن عائشة رضي الله عنها قالت: (دخلت أسماء على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق -أي: رقيقة- فأعرض عنها النبي عليه الصلاة والسلام وقال: يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لا يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا، وأشار النبي عليه الصلاة والسلام إلى وجهه وكفيه) هذا الحديث كما معروف لكل طالب علم مبتدئ في علم الحديث لا يصلح بحال للمتابعات والشواهد، ولا يحتج به أبداً؛ لأن فيه ثلاث علل من العلل القادحة: العلة الأولى: أنه حديث مرسل من مراسيل خالد بن دريك عن عائشة، وهو لم يدرك عائشة رضي الله عنها، فـ خالد من أتباع التابعين، ومعلوم عند علماء الحديث أنه لا يحتج بالحديث المرسل، ومن العلماء من قال: لا يحتج إلا بمراسيل كبار التابعين فقط كـ سعيد بن المسيب وغيره، وخالد من أتباع التابعين.

العلة الثانية: فيه سعيد بن بشير الأزدي وهو ضعيف، فقد ضعفه الحافظ الذهبي وكذا الحافظ ابن حجر في التقريب.

العلة الثالثة: من رجال هذا الحديث قتادة وهو مدلس.

فهذا حديث انقطع فيه السند، وفي بعض رواته ضعف، وفيه تدليس، فعند كل طالب علم مبتدئ -فضلاً عن العالم- لا يحتج بهذا الحديث، ولا يصلح أبداً للمتابعات والشواهد.

وكنت أود أن أفند معظم الشبه الباقية؛ ولكن في هذا كفاية، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق:37].

ورحم الله من قال: فلا تبالي بما يلقون من شبه وعندك العقل إن تدعيه يستجب سليه من أنا ما أهلي من نسبي للغرب أم أنا للإسلام والعرب سليه لمن ولائي لمن حبي لمن عملي لله أم لدعاة الإثم والكذب أسأل الله جل وعلا أن يرزقنا وإياكم الصواب، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً وأن يرزقنا اجتنابه، إنه ولي ذلك ومولاه.

وأسأل الله جل وعلا أن يطهرنا وإياكم.

اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا.

اللهم بارك في حكام المسلمين، وفي نساء المسلمين، وفي شباب المسلمين.

اللهم قيض لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر، أنت ولي ذلك ومولاه.

هذا وأكثروا من الصلاة والسلام على نبينا وحبيبنا محمد، كما أمركم الله جل وعلا بذلك في قوله: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمَاً} [الأحزاب:56] اللهم صل وسلم وزد وبارك على نبينا وحبيبنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015