بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، هو الأول فلا شيء قبله، وهو الآخر فلا شيء بعده، وهو الظاهر فلا شيء فوقه، وهو الباطن فلا شيء دونه، وهو على كل شيء قدير.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، بلغ الرسالة، وأدّى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فاللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبياً عن أمته، ورسولاً عن دعوته ورسالته، وصل اللهم وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه، وعلى كل من اقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد: فمرحباً بكم أيها الأحبة! ومع اللقاء الثالث على التوالي، وما زلنا نطوف في بستان هذا الحديث الطيب المبارك، في شرح حديث جبريل عليه السلام، والحديث رواه مسلم وغيره من أصحاب المسانيد وأصحاب السنن، وقلنا: إن مسلماً رحمة الله عليه قد قدم لهذا الحديث بمقدمة هامة، ولقد آليت على نفسي أن أقدم بهذه المقدمة مع متن الحديث في كل لقاء؛ حتى يتيسر على الجميع حفظه إن شاء الله عز وجل.