Q هناك حديث يقول: (من أتى أهله وقال: اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، ورزق من هذا الجماع ولداً لم يضره شيطان) هل معنى هذا أن الشيطان لا يأتي ذلك المولود؟
صلى الله عليه وسلم الحديث حديث صحيح، ومعنى ذلك: أنك لو استعذت بالله جل وعلا من الشيطان حفظ الله تبارك وتعالى هذه النطفة، وحفظ الله جل وعلا بعد ذلك هذه الذرية، كما قال الله تعالى على لسان أم مريم: {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [آل عمران:36]، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بهذا، لكن ليس معنى ذلك أن هذا المولود الذي سمى والده أثناء الجماع إن خرج لا يأتيه الشيطان، كلا، وإنما يأتيه الشيطان ويوسوس له؛ فالشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، ولكن شتان بين نطفة ذُكر اسم الله عليها واستُعيذ بالله من الشيطان حين إلقائها في الرحم، وبين نطفة أخرى ما خرجت إلا -والعياذ بالله- وقد باركها الشيطان! فأسأل الله تبارك وتعالى أن يجنبنا وإياكم مكائده، وأن يحفظنا وإياكم منه، إنه على كل شيء قدير.
والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين.