قال الله في عمل قوم لوط: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ * أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ * فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ} [النمل:54 - 56].
ما ذنبهم ما جريمتهم؟! {إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} [النمل:56] سخرية قديمة حديثة، القديمة أنهم أهل طهر أنهم أهل عفة أنهم أهل شرف {أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ * فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ * وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ} [النمل:56 - 58].
وقال عز وجل في سورة الحجر: {فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ} [الحجر:74] نسأل الله السلامة والعافية.
ورب الكعبة! إن هذه الحجارة ليست من الظالمين ببعيد، فهذا عقاب الله جل وعلا لهؤلاء الذين انتكست فطرتهم، وانحرفوا عن المنهج السوي الذي جاءهم به نبي الله لوط على نبينا وعليه الصلاة والسلام، بل لقد ورد في الحديث الذي رواه أحمد في مسنده وأبو داود والترمذي في السنن، وكذا ابن ماجة وصحح الحديث الشيخ الألباني في (إرواء الغليل) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، أنه صلى الله عليه وسلم قال: (من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط، فاقتلوا الفاعل والمفعول به).
أقول أيضاً لمن ابتلي بهذا -والعياذ بالله، ونسأل الله لنا ولكم السلامة والستر والعافية في الدين والدنيا والآخرة- ولم يُقم عليه حد الله أن يجدد التوبة والأوبة، وأن يصحح النية في توبته إلى الله عز وجل، وأن يعلم يقيناً أن الله سبحانه وتعالى يغفر أي ذنب بعد الشرك بشرط أن تقلع عن هذا الذنب، وأن تندم على فعله، وأن تكثر من العمل الصالح.
وأسأل الله سبحانه أن يسترنا وإياكم في الدنيا والآخرة، وأن يتقبل منا وإياكم صالح الأعمال، وأن يثبتنا على الطاعة، وألا يذلنا بمعصيته، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أيها الأحبة الكرام! لا سعادة للبشرية عامة وللمسلمين خاصة إلا بالعودة إلى منهج الله جل وعلا.
أسأل الله جل وعلا أن يشرفنا وإياكم بالعمل لهذا الدين، وأن يتقبل منا وإياكم جميعاً صالح الأعمال، وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.