وهل يسب علي رضوان الله عليه، الذي اضطر يوماً لأن يفخر فقال: محمد النبي أخي وصهري وحمزة سيد الشهداء عمي وجعفر الذي يمسي ويضحي يطير مع الملائكة ابن أمي وبنت محمد سكني وزوجي منوط لحمها بدمي ولحمي وسبطا أحمد ولداي منها فأيكم له سهم كسهمي وأكتفي بحديث واحد فقط خشية الإطالة، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: (لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه)، وفي رواية مسلم يقول عمر: (والله ما تطلعت إلى الإمارة إلا يومها)، تمنى كل الصحابة الإمارة في هذا اليوم لعلهم ينالون هذا الشرف: (ويحبه الله ورسوله).
فلما كان في الصباح قام النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن القائد الذي يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فقال المصطفى: (أين علي بن أبي طالب؟ قالوا: لم يأت اليوم يا رسول الله! إنه يشتكي عينيه، قال: ائتوني به، فأرسلوا إليه، فجاءوا به، فمسح النبي عينيه فبرأ وكأن لم يكن بهما وجع، وأعطاه الراية، وانطلق أسد الله الغالب، ففتح الله على يديه، وما لبث أن فتح حصون خيبر بهذه القولة الخالدة: الله أكبر خربت خيبر)، نسأل الله أن تعلو من جديد: الله أكبر خربت حصون اليهود، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
حب النبي على الإنسان مفترض وحب أصحابه نور ببرهان من كان يعلم أن الله سائله لا يرمين أبا بكر ببهتان ولا أبا حفص الفاروق صاحبه ولا الخليفة عثمان بن عفان ولا علياً أبا السبطين نعم الفتى وصى به المصطفى في سر وإعلان فهم صحابة خير الخلق خصهم الإله بجنات ورضوان