وهاهو الصديق رضي الله عنه وأرضاه، لما نام على فراش الموت جاءت ابنته عائشة تبكي وتصرخ، وتقول: يا أبتاه، يا أبتاه، وتقول في حقه شعراً لـ حاتم الطائي، فكشف الصديق الغطاء عن وجهه وقال: لا تقولي شعراً، وإنما قولي قول الحق جل وعلا، قولي: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق:19]، فقالوا: يا أبا بكر، ويا خليفة المسلمين، نستدعي لك الطبيب، فقال الصديق: لقد جاءني الطبيب ونظر إليَّ، فقالوا: وماذا قال لك؟ قال: قال لي: إني فعال لما أريد.