تحمل مسئولية التربية من قبل الآباء والأمهات

ثالثاً: تحمل مسئولية التربية، فالتربية مسئولية مشتركة بين الآباء والأمهات، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم:6]، وفي الصحيحين من حديث ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في بيته ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته، وكلكم راع ومسئول عن رعيته)، وفي الصحيحين من حديث معقل بن يسار أنه صلى الله عليه وسلم قال: (ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة) فوظيفتك -أيها الوالد الكريم- ليست مجرد التغذية، كلا.

أيها الإخوة! أنا أقول دائماً: إن وجود الأب بين أبنائه -ولو كان صامتاً لا يتكلم- فيه من عمق التربية ما فيه، فكيف لو تكلم فذكر بالله، ودعا إلى الجنة، وحذر من النار، وحمل هموم الأولاد، وأشعر الأولاد بأنه معهم وأنهم في قلبه وكيانه؟! وتزداد المأساة إن استقالت الأم، ماذا تقولون في أم عادت اليوم إلى زوجها، وقالت: زوجي العزيز! سلام الله عليك.

أما بعد: فإني أقدم لك اليوم استقالتي من تربية أولادك؟! وماذا تقولون في زوج يذهب إلى امرأته ليقول: زوجتي العزيزة! سلام الله عليك.

أما بعد: فإني أقدم لك اليوم استقالتي من تربية الأولاد؟! سيتهم هذا الزوج بالجنون، وكذلك الزوجة، بل أنا أؤكد لحضراتكم: بأن نظرة صادقة مدققة فاحصة لواقع كثير من الأسر المسلمة تبين لنا أن استقالة تربوية جماعية وقعت في كثير من البيوت، فاستقال كثير من الآباء تربوياً، واستقال كثير من الأمهات تربوياً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015