وكذلك في هذا الحديث: أن على الإنسان أن يتقيد بالتعليمات التي جاءته في الله وفي سبيل الله من أهل العلم، فإن جعفراً رضي الله عنه قال لـ أبي موسى ومن معه: [أقيموا معنا] أي: فإن النبي عليه الصلاة والسلام أرسل إلينا أن نجلس هنا فنقيم، فأنتم أيضاً أقيموا معنا، وهذا ما حصل، فالتزموا بذلك، وكان جعفر رضي الله عنه سيداً حكيماً جليلاً، وهو الذي قاد دفة المسلمين، وكان رباناً ماهراً في بحار بلاد الكفر في الحبشة، وكانوا جرآء في الحق، ولعل جرأتهم كانت سبباً في هداية النجاشي رحمه الله تعالى، فقد أجمعوا أن يقولوا الصدق، وما يعتقدونه حقاً في عيسى ومريم.