Q كيف تكون معاملة من ينتسب إلى الباطنية، أو إلى مذاهب خارجة عن الإسلام؟
صلى الله عليه وسلم أيها الإخوة إن قضية الولاء والبراء، الولاء بيننا وبين المؤمنين والبراء بيننا وبين الكفار، تعني أن الإنسان لا يتودد إليهم، ولا يبدي لهم البشاشة بلقياهم، ولا يتحبب إليهم، ويقطع الصلة بيننا وبينهم، لأنهم قطعوا حبل الله، لكن هذا لا يعني الإساءة إليهم، وأن أسبهم في المجامع وألعنهم بما فيهم، فإن فيه مفاسد أكبر من السكوت، ولذلك يقول الله عز وجل: {وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام:108] فسب الكفار جائز لا حرج فيه، لكن إذا أدى سب الكفار إلى مفسدة أكبر مثل: أن يسبوا الله، أو يسبوا الدين أو النبي، فعند ذلك لا يجوز سبهم، فلا بد أن نفهم أن عدم الإحسان لا يعني الإساءة، وأنه إذا توفرت مفاسد كبيرة على شتمك له، فلا تسبه، ولا تشتمه، فالإنسان المسلم الداعية إلى الله حكيم في أفعاله، والحكمة تقتضي أحياناً إخفاء العداوة.