الثاني والعشرون: أن الهوى رقٌ في القلب، وغلٌ في العنق، وقيد في الرجل، ومتابعه أسير؛ لأنه يكون في رقه، فمن خالف الهوى عتق من الرق وصار حراً، وخلع الغل من عنقه، والقيد من رجله، وصار بمنزلة رجل شاهدٍ لرجل بعد أن كان فيه شركاء متشاكسون.
رب مستور فدته شهوة فتعرى جسره فانتهكا
صاحب الشهوة عبدٌ فإذا غلب الشهوة أضحى ملكا
وقال ابن المبارك:
ومن البلاء وللبلاء علامة أن لا ترى لك عن هواك نزوعُ
العبد عبد النفس في شهواتها والحر يشبع مرة ويجوعُ