Q المقدم: لعلنا ننتقل إلى سؤال آخر من الأسئلة المهمة والحساسة نسأل الله العافية، مرض الإيدز انتشر -مع الأسف الشديد الآن- في بقاع كثيرة من العالم، وأصيب به رجال ونساء وأطفال لأسباب لا تخفى على الناس اليوم، وهناك بعض الأسئلة تتعلق بهذا الموضوع مثل: تزويج مريض الإيدز هل يزوج أو لا يزوج، وإجهاض الطفل أو حضانة الطفل المصابة أمه بالإيدز هل يجوز إجهاضه أو لا؟ مريض الإيدز الذي وقع في هذه المصيبة من خلال ممارسات محرمة ثم تاب إلى الله عز وجل هل توبته مقبولة؟ تفضلوا بشيء من التعليق حول هذه المسألة يا شيخ محمد.
الشيخ: أولاً: نسأل الله السلامة والعافية، وألا يبتلينا عز وجل بهذه القاذورات، وأن يباعد بيننا وبين أسبابها إنه سميع مجيب.
أقول: أيها الإخوة والأخوات: ولما صارت الشهوات ترتع، ولما حصل تقليد الكفار في الأشياء الكثيرة، وحصل التشبه بمن أهلكهم الله عز وجل من الأمم السابقة، ومنهم قوم لوط الذين بعث الله إليهم لوطاً عليه السلام لكي يدعوهم إلى التوحيد وإلى ترك هذه الرذيلة الشنيعة وهذه القاذورة، وقال لهم موبخاً كما نسمع: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ * وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ} [الشعراء:165 - 166] فصار إتيان الذكران من العالمين في هذا الزمان شيئاً له حقوق عند الغربيين، وهناك زواج الذكر بالذكر ومحاكم تقضي بهذا، وقوانين تسن لهذا، وأناس يدخلون في البرلمانات ينتخبون لتشجيعهم لهذه الرذيلة والفاحشة الكبرى، ولما سرت هذه الفواحش في الناس في هذا الزمان ابتلاهم الله عز وجل -عقوبة لهم- بهذه الأمراض الشنيعة ومنها هذا المرض (مرض الإيدز) الذي لم يعرفوا له علاجاً وحتى الآن وهو يستشري استشراء النار في الهشيم، فأكثر من ستة وثلاثين مليوناً في القارات والبلدان قد تناولهم هذا المرض الخطير، ولذلك الآن صار عندنا أشياء جديدة لم تكن توجد عندنا من قبل، وأسئلة فقهية تتعلق بهذا الموضوع، منها: قضية تزويج مريض الإيدز، وبعض الناس الذين يفسقون، والآن في الصيف يذهبون إلى الخارج وسيرجعون، خمسة مليون سائح، يرجعون، بعضهم لم يكن فيه المرض سيرجع ويحمله كما رجعوا في السنة الماضية والتي قبلها والتي قبلها، لا يخافون الله، يذهبون إلى القاذورات يعملونها، وينظم الواحد إلى نادي الإيدز كما جاء في عمل بعضهم الذي دخلت عليه إحدى المومسات ولما بات معها قام من النوم ولم يجدها، فدخل دورة المياه ووجد بطاقة تقول له: مرحباً بك عضواً جديداً في نادي الإيدز، ثم يرجعون فيدخلونه على زوجاتهم البريئات، وهذا المرض ينتقل بالاتصال الجنسي، ثم يكون من نتيجة الجرائم أن يوجد ذلك في الأولاد، وأن يوجد من هو مصاب ومن هو حاضن للفيروس ويظهر في أولاده هو وذلك بسبب هذه المعصية، وهذا من شؤم المعصية، ينتشر في الزوجة وفي الأولاد وفي الرجل نفسه، ولذلك من الأشياء التي نشرت قريباً جداً في الحقيقة قصة مؤثرة حصلت لشاب يقول: إنه كان يعمل في إحدى الدول، جاء ليعمل وأراد المال، يريد الأجرة، يرجع إلى بلده يبني بيتاً، ذات يوم دخل عليه صديق معه امرأة قال: ظننتها زوجته من لباسها والعباءة، ثم لما خلعت العباءة وصارت تعمل الحركات القذرة عرفت أنها ممرضة في مستشفى من إحدى بلاد جنوب شرق آسيا، قال: وأغراني بالمبيت معها، ولما وقعت الكارثة، وحصلت المصيبة قامت وذهبت ولم أشعر بشيء في البداية، ثم صارت الأوجاع تنتابني، وصارت الآلام تأتيني، وصار عندي انتفاخات في أماكن معينة، فراجعت الطبيب ليتم الفحص ويتبين أنه مصاب بهذا المرض، بعد ذلك يقول: رجعت مغموماً فالمال الذي جمعته أفنيته في العلاج، نفسيتي تكدرت، يقول: الآن أنا لا أعرف ماذا أفعل وأنا أعلم أنني أقترب من الموت وقالوا لي: معك سنوات كذا كذا متوقعة، ثم يقول: تمنيت أني تزوجت وأنجبت لكن في نفسي أقول مرة أخرى وأعود ما ذنب المسكينة التي سأتزوجها؟ كارثة من جميع الجهات.
فعودة إلى السؤال مرة أخرى هذه القضية قضية تزويج المريض بالإيدز.
أولاً: إذا كان مريضاً فيجب عليه شرعاً أن يبين لهم حاله.
ولا بد أن يصارح ويقول: أنا مريض عندي كذا وكذا، فإن وافقوا فإنه يجوز أن يتزوج وإلا فلا يجوز له إخفاء أمره؛ لأن في هذا غش وتدليس للمسلمين، وهذا ينقل المرض لزوجته، فلذلك كتمان أمره غشٌ للمسلمين، ويجب أن يلجأ للعلاج؛ لكي لا يعدي وينقل المرض مرة أخرى.
المقدم: هذا حكم التزويج؟ الشيخ: نعم.