المقدم: والحقيقة أن نحن الذين نخرب أبناءنا، كما في التدليل أو ترك المسئولية عند تزويجه، مشكلة العضل يا شيخ محمد، ماذا نقول فيها؟ الشيخ: أما بالنسبة لقضية العضل فإنها من الأمراض الاجتماعية المزمنة مع الأسف، العضل: الحبس، حبس البنت عن الكفء هذا هو العضل، أن يحبس الولي موليته عن النكاح بدون سببٍ شرعي، يأتي لها الكفء فيرده، قال بعض العلماء: إذا رد الكفء ثلاث مرات تسقط ولايته، ثم قال بعضهم: القاضي يزوجها، وقال بعضهم: ينقلها إلى الولي الذي بعده بترتيب الولاية، ينقلها إلى الولي الذي بعده ويزوجها، والله سبحانه وتعالى قد حرم العضلة وقال: {فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ} [البقرة:232] ولو كانت انفصلت عنه ثم أرادت أن ترجع إليه بعقد جديد؛ لأنها ما زالت الطلقة الأولى أو الثانية فلا يجوز له أن يقول: ما دام طلقك وأهانك ما لك رجعة، والدليل على ذلك أن معقل بن يسار كانت أخته تحت رجل، فطلقها ثم خلا عنها حتى انقضت عدتها ثم خطبها فحمي معقل -حمي يعني: جاءته النخوة الآن، جاءت النخوة كيف نطلقك ثم نعيدك إليه أبداً؟ - فقال: خلا عنها، وهو يقدر عليها ثم يخطبها!! أبداً فأنزل الله: {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ} [البقرة:232].
إذاً قضية العضل هذه قال بعض العلماء: إنها من الكبائر والشيخ رحمه الله في فتاويه قال: لا يصلي إماماً -العاضل- ويفسق، وترد شهادته، إنها قضية خطيرة، ولذلك بغض البنات تدعو على أبيها، بل عندي قصة أن بنتاً تأخرت في الزواج ومرضت مرضاً خطيراً على فراش الموت وخطر على بال الأب أن يستسمح البنت قال: سامحيني، قالت: الله لا يسامحك وماتت، وأخرى سامحت أباها عند وفاته، فالشاهد أن البنت التي تقول: بأي حق أحبس؟ ثم يتقدم السن ثم تتعدى سبعة وعشرين يقول: لا يهم فخذ القبيلة نكتفي أن يكون من بطنها، حتى تبلغ ثلاثين عاماً، ثم يقول: لا نسأل من بطون القبائل، بل نكتفي بالقبيلة، حتى تصل إلى سن الأربعين، ثم يقول: أي واحد ثم بعد ذلك يقول: كيف يتجرأ ويطرق بابي وهو ليس من قبيلة كذا، كيف يتجرأ يطرق، يا أخي! النبي صلى الله عليه وسلم زوج أسامة لمن؟ وتزوج هو من؟ يعني: يجب أن نفكر، صحيح أنك تختار من جماعتك، لكن إذا لم يوجد تبقى البنت حتى تصبح عانساً تتعرض للفتن والزنا! نسأل الله سبحانه وتعالى السلامة والعافية المقدم: الله يبارك فيك، وأحسن الله إليك، والحقيقة إن كان هناك من كلمة أختم بها فهو يجب على الآباء أن يتنبهوا بأن الأبناء قد يشبهوا زمانهم أكثر من شبههم بآبائهم وهذه كلمة عظيمة يقولها الفاروق عمر رضي الله عنه: [الناس بزمانهم أشبه منهم بآبائهم].
لا يسعني إلا في هذه العجالة إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل بعد شكري الله تعالى إلى صاحب الفضيلة الشيخ: محمد بن صالح المنجد إمام وخطيب جامع عمر بن عبد العزيز بـ الخبر ويمتد الشكر إلى مخرج هذه الحلقة الأستاذ هزاع الشيري وكافة زملائه الكرام لغة الإشارة الأخ الأستاذ عبد الرحمن الفهيد، تنسيق البرامج الدينية الأخ الأستاذ عبد الله السبيعي، إلى الملتقى بكم في حلقة قادمة أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.