الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً رسول الله النبي الأمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الإخوة: عباد الله! إن الموظف إذا أخذ إجازته فإنه يكون له مع أهله وأولاده وقفة، في زيادة التداخل معهم، وكسب قلوبهم بعد أن كان منشغلاً في هم الوظيفة وأوقاتها، ومزيد من التعليم لهؤلاء الأهل والأولاد بعد أن كان منشغلاً عن تعليمهم، وكذلك القيام بحقهم وشراء حاجاتهم وهداياهم ومكافأة المتفوقين من أولاده، وغير ذلك من الأمور الطيبة.
إن دفع الأولاد في الإجازات إلى مراكز تحفيظ القرآن الكريم، وكذلك دفع النساء إلى مراكز تحفيظ القرآن للنساء خير عظيم جداً، وثمار قد ظهرت والحمد لله تعالى، وليس كل الناس يسافرون ولا في كل الأوقات حتى ولو كانوا في إجازة.
إذاً: ينبغي أن تغتنم هذه الإجازة، وهذا الفراغ الذي حل محل الدوام المدرسي بما يرضي الله تعالى، وينبغي الانتباه الشديد للأولاد ذكوراً وإناثاً في قضية ما يسمعونه وما يتفرجون عليه، وأنت مسئول عن ثغر سمعه وثغر بصره، فانظر -رحمك الله- ماذا يسمع ولدك وماذا يرى وإلى أي شيء ينظر؟! وهذا التعليم وبذل الأوقات لإصلاح الأولاد وملاعبتهم له أجر عظيم، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يلاعب أولاده، وكان يشبع الرغبة النفسية للطفل في اللعب، لكنه كان لعباً مباحاً، ليس بالضرورة أن نأخذه إلى مدينة ملاه فيها فسق، أو فيها تبرج واختلاط، أو فيها موسيقى وأمور محرمة، وإنما ملاعبة الوالد لولده ومشاركته له تكون علاجاً نفسياً وهدوءاً وطمأنينةً وإشباعاً لغريزة الطفل بأمور كثيرة قد تكون أبسط وأرخص مما يتصوره البعض.
لقد جن هؤلاء الأطفال بهذه الألعاب الإلكترونية فلم يعد يلعب إلا مع الجهاز، ولا يرى إلا الجهاز، يعكف عليه الساعات الطويلة، فأي شيء يبني هذا من العلاقة بين الوالد وولده أو الأم بولدها؟ أيها الإخوة: لقد غزانا أولئك الكفار بهذه الألعاب، وقلما تجد ولداً ليس في بيته أو لا يطلب من أبيه (سوني بلاير ستيشن) أو غير ذلك من أنواع الألعاب التي ربما تشتمل على نساء بملابس فاضحة من اللاعبين واللاعبات، وأشكال مخزية مما فيه موضات وتقليعات للكفار في شعورهم وأخراصهم في آذانهم، ونحو ذلك، وكذلك صلبان كثيرة في هذه الألعاب، يدخل اللاعب في الصليب ليكسب قوةً إضافية، أو يأخذ روحاً ثانياً وثالثاً، وليس له إلا روح واحدة إذا خرجت من الإنسان مات وهكذا مما تنطوي عليه من المخاطر العقدية.
وأما مسألة سباحة أو رمي أو ركوب خيل ونحو ذلك من الأشياء التي تقوي بدنه فقل ما يحدث ذلك، أو مشاركة فعلية من الوالدين للولد في الألعاب فقل ما يحدث ذلك.
أيها الإخوة: إننا فعلاً ينبغي أن ننتبه لأبنائنا في هذه الإجازات، وأن نراعي مستوياتهم في السن عندما نريد أن نرفه عنهم، وأن نجلب لهم ما يتسلون به، إن هناك الكثير من الألعاب العائلية التي تحصل فيها المشاركة من عدة أطراف تربي الولد على التعاون، وأن يكون جزءاً من كل، وأن يكون حلقةً في سلسلة، وهكذا من الأشياء التي تربي روح الجماعية وليس روح الفردية القاتلة المملوءة بها مثل هذه الألعاب العصرية الحديثة.
أيها الإخوة: اهتمامنا بتحفيظ أولادنا للقرآن، وقص القصص النبوية وسير الصحابة عليهم، والإتيان بالكتب المفيدة لهم، بدلاً من هذه القصص الماجنة، والقصص المصورة التي فيها كثير من الغث والرديء، بل والمنكر والمحرم، إن المسلم يجب أن يكون مفتشاً دقيقاً لما يطلع عليه أولاده فيسمح بالخير ويمنع الشر وهذا من مسئوليته.
اللهم إنا نسألك ذريةً طيبةً تقر بها أعيننا، اللهم إنا نسألك أن تصلح أولادنا وذرياتنا، وأن تجعلنا للمتقين إماماً، وهب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين، اللهم أصلح أزواجنا وبيوتنا يا رب العالمين! اللهم إنا نسألك أن تجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر.
اللهم أهلك اليهود ومن شايعهم، اللهم أهلك اليهود ومن شايعهم، اللهم أهلك اليهود ومن شايعهم، اللهم أقر أعيننا بنصرة أهل السنة والتوحيد على اليهود يا رب العالمين! اللهم أقر أعيننا بنصرة أهل السنة والتوحيد على اليهود يا رب العالمين! وأخرجهم من بيت المقدس أذلةً صاغرين.