العروضات البهلوانية في الإجازة الصيفية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.

أما بعد: فإن البهلوانية وعروض المصارعة الحرة، ومسابقة كمال الأجسام، وملاعب التنس المفتوحة، وكذلك كرة الطائرة الشاطئية، والتزلج على الماء، ومسابقة القوارب الشراعية، ومسابقة بناء القلاع الرملية في المنتزهات البحرية والشواطئ وغير ذلك، من مسرح العرائس، وأضخم الفنادق والمطاعم، والأطعمة الفرنسية الممزوجة بالذوق السويسري، وما شابهه من الدعايات إن هو إلا ضحك على الذقون يبلعون فيه الأموال، وإلا لو تأملت في هذه الأطباق التي تقدمها تلك المطاعم وما تحتوي عليه لوجدت أن في كثير منها تلبيس وغش وتدليس، يسمونها كذلك ولكن في الحقيقة نصب واحتيال بهذه المبالغ الطائلة التي تصرف في فنادق ومطاعم الخمس نجوم، وغيرها، ونحن مسئولون عن الأموال التي ننفقها -أيها الإخوة- في هذه الأشياء.

إذاً: هذه الأمور من الأشياء البهلوانية، فالدلافين، والمراكب الشراعية، والقوارب المائية، والسباقات وغير ذلك إذا لم يكن فيها إضاعة أموال ففيها -أيضاً- اختلاط، فتجد بناتك وزوجتك وأسرتك تقف مع شباب آخرين، وأسرهم وبناتهم في أماكن متقاربة وضيقة ومتراصة ومزدحمة، وكذلك أماكن جلوس متقاربة، وكراسي متجاورة في مسارح ومعارض ولوحات فنية ونحو ذلك، تزجية الأوقات، وإضاعة الأموال، وتقريب الزوجات والنساء من الشباب، وكذلك الذكور الآخرين الموجودين في نفس المكان فما حكم ذلك شرعاً؟ وعندما تنسف الريح تلك العباءات التي تركب هذه المراكب البحرية ما هو الحكم شرعاً؟ لو أن الناس قالوا: نريد أن نذهب إلى أماكن نقية صافية، إلى جبل أو بر أو وادٍ أخضر أو شاطئ نظيف إذاً لقلنا: ترويح، وأمر حسن.

ولو قال: أصيد سمكاً أو غيره.

فنقول: لا بأس بذلك، لكن عندما تكون القضية اختلاط وسفور وتبرج في تلك الأماكن، فما هو حكم الذهاب وحكم الإنفاق؟ إن الله سائل كل راع عما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيع، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015