مفهوم التدافع في القرآن

لابد من تصفية الصف وتنقيته من الدخلاء والمزيفين حتى يكون صفاً إسلامياً يستطيع فعلاً أن يجاهد أهل الشرك والكفر، وينصره الله باستكمال مقومات النصر: {إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ} [البقرة:249] ماذا حصل؟ {فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ} [البقرة:249] فقط، لم يدخل معهم دخيل آخر.

وتمحيص الصف المسلم من حكم الله التي يريد أن تقع في الأرض: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [آل عمران:179]، {وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ} [آل عمران:154] مفهوم التدافع بين الحق والباطل يكون لهذا كرة ولهذا كرة أخرى، لماذا؟ ليظهر الحق ويبطل الباطل، وعندما تحتدم المعركة تتميز الأشياء.

وبضدها تتميز الأشياء

وتحصل منة نصر الله لعباده، ويصلب البناء، ويشتد العود، وتقوم حركة الجهاد بكل إيجابياتها، وإلا لو لم يكن هناك صراع بين الحق والباطل على الأرض هل يكون هناك جهاد؟ هل يكون هناك تنقية وتمحيص وتصفية وأهمية للتربية؟ التدافع بين الحق والباطل: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ} [البقرة:251]، {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً} [الحج:40].

من سنة الله أن المسلمين ينزل أمرهم ويتغلب عليهم الكفار في وقت من الزمن، ومن سنة الله أن هؤلاء يعيدون تربية أنفسهم وصقلها في ظل تلك الظروف التي ينشئها الله سبحانه وتعالى حتى تعود الغلبة للحق والكرة له مرة أخرى، ويتخذ الله من عباده شهداء، حِكَم مترابطة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015