مفهوم الاختصاص والتميز في العبادة وعدم مشاركة الكفار بأي شعيرة من الشعائر كان النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون يتوجهون في البداية إلى بيت المقدس، ثم نزل تحويل القبلة إلى الكعبة تمييزاً لعبادة المسلمين عن عبادة الكفار، وتمييزاً لتوجههم في العبادة عن توجه الكفار: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [البقرة:142]، {وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ} [البقرة:145].
إذاً: تميز في العبادة مفهوم أصيل من المفهومات الإسلامية وجوب تطبيق جميع الإسلام خذ الإسلام جملة لا تأخذه وتفصل منه ثياباً كما تريد وتهوى، وإنما خذه جملة في جميع النواحي التي نزل فيها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً 2) [البقرة:208] ادخلوا في جميع شعب الإيمان وجميع النواحي التي جاء بها الإسلام.