Q الظاهرة الشائعة بين النساء لبس العباءة على الكتف؟
صلى الله عليه وسلم أيتها الأخت المسلمة! الله يقول: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} [الأحزاب:59] وإدناء الجلباب كما ذكر العلماء أنه يكون من الأعلى إلى الأسفل، أي من الرأس يكون إدناء الجلباب، فإذاً لبس الكاب هذا، وجعل الخمار المشدود عليه الذي يجسم حجم الرأس وحجم الكتفين لا يجوز، وهذا الكاب أنا أعتبره من المصائب التي ابتلينا بها؛ لأنه بتفصيله المنتشر -قد يكون له تفصيلات أخرى شرعية- فيه إخلال بالحجاب الذي أمر الله به، فلو كانت مثلاً تلبس شيئاً واسعاً ليس له أكمام ضيقة ولا هو ضيق في وسطه، وتلبس عليه خماراً مثلما تلبس بعض المسلمات في بعض البلدان، طويل إلى منتصف الظهر، وخمار فضفاض ليس مشدوداً على الرأس شداً، لقلنا: ما يهمنا شكل الزي المهم أن تتوفر فيه شروط الحجاب وهي: أن يكون فضفاضاً غير ضيق.
أن يكون سميكاً غير شفاف.
أن يكون طويلاً غير قصير.
ألا يكون مطيباً ولا مبخراً، ولا يكون زينة في نفسه، ولا يشبه لباس الرجال، ولا يشبه لباس الكافرات، وهذه الصفات التي يستجمعها حجاب المرأة، وما يهمنا بعد ذلك ما اسم الحجاب الذي ترتديه، المهم أن تنطبق عليه الشروط، ثم بعض الرجال مع الأسف ليس عندهم غيرة ولا عندهم العفة المطلوبة، ولذلك تلبس زوجته ما شاءت، وتجده والله أحياناً بلحيته يمشي معها في السوق، حجابها سيئ وهو ماشٍ بجانبها، يعني: هذا الدين الذي ظهرت عليك آثاره ما تعدى نصف متر إلى التي تمشي بجانبك، لماذا؟! {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم:6] أختك أمك خالتك ابنتك أين المسئولية أمام الله سبحانه وتعالى؟ وختاماً: أيها الإخوة نسأل الله عز وجل أن يثيبنا جميعاً وأن يرحمنا جميعاً في هذا المجلس، وألا يفرق جمعنا إلا بذنبٍ مغفورٍ وعمل مبرور، ونسأله أن يجمعنا وإياكم في جنات النعيم، وأن يجعلنا إخواناً على سررٍ متقابلين، وألا يجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا وأن يجعل صدورنا سليمة لإخواننا ومشايخنا وعلمائنا، وزملائنا من المسلمين من أهل السنة أجمعين.
وأشكركم على حضوركم وإنصاتكم، وأعتذر عن الإطالة عليكم، وأسأل الله أن يجمعنا في المستقبل على خيرٍ وطاعةٍ وعافية، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.