Q بعض الشباب يقولون: نحن نحاول التمسك بدين الله سبحانه وتعالى ونشتغل بالدعوة وطلب العلم والقيام بالنوافل ومصاحبة الصالحين، ولكن عندنا مشكلة في الشهوة المحرمة من النظر إلى المحرمات في الأفلام والمجلات والنساء في الأسواق، وما يترتب على ذلك من الوقوع في بعض المحرمات؟
صلى الله عليه وسلم الشاب لا يقدر تسلط هذه الشهوة المركوزة في نفسه، وهذه من حكمة الله، لو لم يفعل هذه الشهوة؛ ما صار هناك زواج ولا تناسل الناس، فمن حكمة الله أنه ركب الشهوة في الإنسان، والشهوة ليست شراً محضاً أبداً، لكنها إذا صرفت في غير طريقها الشرعي صارت شراً، وقد سبق أن ذكرت بعض الوسائل التي تقي الشاب أو الإنسان من الوقوع في الشهوة المحرمة بعنوان "عوائق في طريق المعصية" أو "حواجز في طريق المعصية" ومن هذه الأمور: أن الشاب إذا أراد أن يعالج موضوع الشهوة ينبغي عليه أن ينظر في المواد التي تشعلها فيخففها، والأشياء التي تقوي الإيمان فيكثر منها، فمما ينظر له في موضوع الأشياء التي تشعل الشهوة: أولاً: موضوع الأكل، الإكثار من الأكل يسبب ولا شك توقد الشهوة، فينبغي عليه أن يحجم ويقلل الأكل، وعلى رأس هذا الصيام، ولذلك نصح به النبي صلى الله عليه وسلم الشباب، وليست نصيحة عابثٍ أبداً وإنما نصيحة من وحي، والله يعلم الطبائع ويعلم ما هو مركب فيها، ويعلم ما الذي يشعل الشهوة وما الذي يطفئها، فدل على قضية التقليل من الطعام.
لكن بعض الشباب الآن يقبلون على المطاعم والوجبات، ويأكلون بين كل وجبتين وجبة، وإذا نظرت إلى أسباب اشتعال الشهوة عندهم تجد عدم الاعتناء بتقليل الأكل وبقضية الصيام.
ثانياً: من أسباب اشتعال الشهوة قضية النظر، كل شهوة مشتعلة لا بد أن تكون مبنية على خيال شيء مرئي نظر إليه، فاستقرت الصورة في ذهنه، فتخيلها فصار يكرر ويعاود هذا الخيال، فيقع في المحرمات، ولو أنه غض البصر؛ لاستراح، لكنه ما غض البصر، ولذلك لو أن الشاب المسلم يعود نفسه على غض البصر، لا ينظر إلى هذه الصور في المجلات وعلى الأغلفة وفي الأفلام، ولا يرى صور النساء الحقيقية التي تمشي في الشوارع وغير ذلك، وخصوصاً هذا النقاب الذي انتشر الآن الذي يظهر العينين، وفيها الكحل وأدوات الزينة ولو سفرت عن وجهها؛ لصارت أقبح مما يراها وهي مبرقعة، فأقول: إن هذا النظر من الأشياء التي تشعل الشهوة، فينبغي لمعالجة قضية الشهوة التركيز على غض البصر.
ثم هناك أشياء كثيرة من ذكر الله تعالى، وتأمل عواقب المعصية الوخيمة، وأن الله ينقله من جوار السعداء إلى جوار الأشقياء، وأنه يخرج من اسم المحسنين المخبتين التائبين الذاكرين الله كثيراً إلى جوار العصاة الفسقة الذين لا يراقبون حق الله تعالى.
فأقول: إن هذه الأشياء ينبغي أن يتبصر فيها الشاب حتى يعالج مسألة الشهوة عنده، ولا شك أن قضية التعجيل بالزواج مطلوبة.
الآن كثير من الشباب مقبلون على الزواج، لكن العوائق المادية وبعض العادات الاجتماعية السيئة تقف عائقاً، لكن من أراد النكاح فالله يعينه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، والشاب الذي يريد العفاف هو من الثلاثة الذين حقٌ على الله عونهم.