تصور أن ما يصلح لهم يصلح لنا

ومن الأخطاء أيضاً: أن الإنسان يتصور أن كل ما صلح في مكان يصلح أن يطبق في مكان آخر، وأن التجربة الفلانية يصلح أن تطبق في المكان الفلاني، ولو كان هناك اختلاف جذري بين المكانين أو الشخصين، يعني: تعميم التجربة والحدث بغض النظر عن الملابسات والظروف، ولذلك أحياناً تنقل خبرات وتجارب من مكان إلى مكان فتكون مضحكة، مثلاً: لو أن واحداً الآن ذهب إلى البادية وبنى فيها مطعماً وجعل فيه همبرجر، هل يصلح أن يجعل هذا المطعم في هذا المكان؟ فكذلك نرى أحياناً من التشبه بالكفار أن ننقل تجاربهم أو أشياءهم بالدقة والتفصيل إلى أماكننا، ولذلك تجد أحياناً بعض الحمامات فيها أماكن للبول واقفاً بدون ساتر، وبعض الحمامات والمراحيض ليس فيها ماء يستنجى به بعد قضاء الحاجة، لو أن الإنسان أراد أن يبني بيتاً، فإسلامه يفرض عليه أن يبني البيت بطريقة تختلف عما يبني به الكافر، فالكفار يبنون صالات مفتوحة لأنهم مختلطون أصلاً، وبعض تصميمات بيوت المسلمين الآن فيها هذا، حتى رأيت بنفسي في بعض البيوت نفس تصميم الباص، ماذا يتعاطون فيه؟ الله أعلم، لكن التصميم نفس تصميم الباص.

كذلك المسلم إذا صمم بيتاً يجعل المرحاض إلى غير جهة القبلة إذا كان يسكن في هذه المنطقة، يجعله (شمال جنوبي) لا يجعل مكان الجلوس لقضاء الحاجة (شرقي غربي) حتى لا يستقبل القبلة، ولا يستدبرها لبول ولا غائط، ويهتم بالفصل بين أماكن الرجال وأماكن النساء على سبيل المثال، ولو أراد أن يبني مجمعاً قبل أن يبني مسبحاً أو صالة -كما يوجد في بعض المجمعات- يبني مسجداً، على أية حال المسألة تستحب هذه، فكثير من القضايا الموجودة في الواقع في حياة الناس مبنية على خللٍ في هذه المسألة وهي قضية التشبه، أو تعميم التجربة وأن ما يصلح لهم يصلح لنا، وهكذا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015