وكذلك أيها المسلمون: ينبغي ألا نستحي من الحق، فلو أن إنساناً استدان منك مالاً فأردت أن تثبته أثبته، قال الله: {إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ} [البقرة:282] فلا تقل: استحييت، قل له: إن هذه حياة وموت، وإن هذا أدعى لضبط الحقوق، وقد أمر الله به، أود وأريد وأرغب منك أن نكتبه، لا حرج مطلقاً.
الحياء إذاً: فعل المحمود وترك المذموم، الحياء عكس البذاء، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء من النار) هذا هو البذاء: الكلمات النابية الجافية ونحو ذلك.
وكذلك من جوانبه: أن يستتر الإنسان كما قال النبي عليه الصلاة والسلام للصحابي معاوية بن حيدة لما سأله: (قلت: يا رسول الله! عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال: احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك، قلت: يا رسول الله! إذا كان القوم بعضهم في بعض؟ قال: إن استطعت ألا يرينها أحد لا ترينها أحد -العورة- قلت: يا رسول الله! إذا كان أحدنا خالياً هل له أن يتجرد؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: الله أحق أن يستحيا منه من الناس) فهذا ندب إلى ستر العورة، حتى لو كان الإنسان خالياً، نعم إنه يحتاج إلى كشفها عند إتيان أهله أو غسله ونحو ذلك، لكن إذا زالت الحاجة ستر العورة.