ومن الأمور التي تتعلق بالزوجة من السلبيات: كثرة الشكاية، والرسول عليه الصلاة والسلام وضح أن من أسباب دخول النساء النار: (أنهن يكفرن العشير ويكثرن اللعن -وفي رواية- وتكثرن الشكاية) التأفف والتشكي باستمرار، وبعض الزوجات قد تتأفف وتشتكي من الأشياء التي يحضرها زوجها، ولا يعجبها شيء، وتنتقد نقداً لاذعاً، وتستقل الأشياء وتعتبر أنها قليلة وأنه ما أعطاها، فهذا ناتج من من عدم القناعة، والقناعة كنز، فلتتق الله المرأة في عدم كثرة التشكي من الأشياء التي لا تستوجب الشكاية.
وبعض الناس يقصرون في تعليم زوجاتهم، وربما قال عند الناس: عفواً زوجتي أمية أو جاهلة ونحو ذلك، طيب علمها، قال الراوي قاسم بن محمد: (إن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أنها اشترت نمرقة، فلما رآها صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخل، فعرفت في وجهه الكراهية فقلت: يا رسول الله! أتوب إلى الله وإلى رسوله ما أذنبت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بال هذه النمرقة -ما ضرب ولا قاطع ولا هجر في المضجع، أول شيء أنكر المنكر- ما بال هذه النمرقة؟ فقلت: اشتريتها لتقعد عليها وتتوسدها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم، وقال: إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة، هذه للبخاري وفي مسلم: فأخذته فجعلته مرفقين فكان يرتفق بهما في البيت).
يعني: شقت الصورة حتى لم تعد صورة بعد ذلك بهذا الشق، فهذا كان تعليمه صلى الله عليه وسلم.
ومن تعليمه: عن عائشة رضي الله عنها قالت: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى القمر فقال: يا عائشة! استعيذي بالله من شر هذا، فإن هذا هو الغاسق إذا وقب) رواه الترمذي وهو حديث حسن صحيح، وأخرجه الإمام أحمد وإسناده قوي، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم زوجته (استعيذي بالله من شر هذا فهذا هو الغاسق إذا وقب) يعلمها التفسير ويعلمها التعوذ والدعاء.
ومن تكليف ما لا يطاق: أن يطالب الرجل زوجته بزيارة زوجة صاحبه وقد لا ترتاح لها، فبحكم صداقته هو مع ذلك الرجل فلا بد أن يرغم زوجته على زيارة زوجة الآخر، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، والمرأة طبعاً لا بد أنها تحسن إلى زوجة صديق زوجها قدر الإمكان، ولكن على الزوج ألا يكلفها بزيارة أناس لا ترتاح لهم، والتوسط أمر مهم.
ومن المشكلات أيضاً أن بعض العلاقات الاجتماعية بين الزوجة وزوجة صديق تتسبب أن تطلع إحداهما الأخرى على أسرار زوجية، أو تُري كل واحدة صورة زوجها للأخرى فتقع فتنة، أو يقول الرجل لصاحبه إن زوجتي مطيعة وفيها وفيها صفات فيقع في السامع شيئاً تجاه زوجته هو، يقول: يا خسارة على أن زوجتي ليس فيها مثل هذه الصفات! فهذا الحسد الذي يثار من قبل بعض الناس -يدرون أو لا يدرون- ينبغي أن يمتنعوا عنه.