ومن المشكلات أيضاً التي تنتج عن الإهمال وعدم الشعور بالمسئولية، هذه حالة امرأة لا يوفر لها زوجها الطعام في البيت وقد ينام الأولاد على جوع والزوجة توفر من مالها الخاص لشراء الحاجيات ولا يوجد صابون ولا غسيل ولا منظف ولا ملابس كافية للأطفال ولا يشتري للطفل إلا حذاء واحداً في فترة طويلة، وقد تكبر قدم الطفل ويحتاج إلى حذاء ولا يوجد له حذاء، وهو لا يربي أولاده ولا يراقبهم، يأكل ويذهب للعمل وهي تخرج إلى الشارع لمراقبة الأولاد والبحث عنهم، وقد يمنعها الطبيب من الوقاع لمرض أثناء الحمل وهو يرغمها على ذلك ولا يراعي ظرفها الصحي، ويقول لها: إن الملائكة تلعنك، تمشي في البيت ودمعتها على خدها ويقول لها مُهيناً هاتي حذائي وهو تحته، وإذا طلب منها كأس ماء فلا بد لها أن تقف طيلة الوقت حتى يشرب هو من باب الإذلال، وكيف يكون لهذه المرأة نفسية أن تتزين لزوجها، وهذا الإهمال قد يتعدى إلى صحة المرأة، فقد تحتاج إلى عمليات جراحية أو أخذ إلى الطبيبة ونحو ذلك وهو لا يفعل، ومع ذلك يتهددها بالزواج بأخرى، ويقول: أنت امرأة عاقة وعاصية لا تعملين في البيت ولا تقضين الحاجات، وتنعكس هذه المشاكل على الأطفال.
وهذا مثل واقعي آخر لما ينتجه الإهمال، إنها مخالفة صريحة لقوله صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي) فهل يكون هذا الزوج متقياً لله سبحانه تعالى وعنده خير لزوجته وهو يتعامل مثل هذا التعامل؟ وماذا يكون الوضع؟ من الأشياء التي تسببها المشكلات الزوجية وسوء المعاملة من قبل الزوج: إعطاء فكرة سيئة عن أهل الدين إذا كان هو ممن ينتسب إلى التدين، فماذا يقول أهل زوجته عندما يرونه -مثلاً- يرميها عندهم ويأخذ نقودها إذا كانت موظفة وربما يتهمها في عرضها وهذا أمر خطير جداً وقذف وأنتم تعلمون حد القذف في الشريعة، وإذا جاءته للتفاهم قال: اذهبي أنا لا أتفاهم معك أنا أتفاهم مع أبيك، وإذا جاء أبوها قال للأب: هذا شيء خصني ما دخلك أنت بيني وبين زوجتي، فلا هو يتفاهم معها ولا هو يتفاهم مع أبيها، وتبقى المسكينة معلقة.
فأقول: إن مثل هذه الحالة تسبب ولا شك أخذاً سيئاً لفكرة لا تليق أبداً على المتمسك بدينه، ويحق للناس أن يتكلموا عند ذلك في أشياء، وربما كان هذا الرجل من الذين يصدون عن سبيل الله.