إذا أردنا أن نعرف ما حكم النصيحة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حق المسلم على المسلم ست) وذكر منها: (وإذا استنصحك فانصحه) فانصحه: أمر، ضع صيغة الأمر التي تدل على الوجوب أصلاً، ضعها وزد عليها، كلمة (حق) في بداية الحديث: (حق المسلم على المسلم) والحق كما ذكر ابن حجر رحمه الله لا بد أن يؤدى، فرجح ابن حجر رحمه الله أن النصيحة واجبة؛ أولاً: لأن الأمر يقتضي الوجوب.
ثانياً: لأن الكلمة في البداية كلمة حق، أي: لا بد أن تؤدى، لأنه حق: (حق المسلم على المسلم)، وقال في دليل الفالحين: "حكمها الوجوب على قدر الحاجة إذا أمن على نفسه".
وقال ابن حجر رحمه الله: هل ينصح للكافر؟ فقال: ينصح الكافر بدعوته إلى الإسلام، ويشار عليه بالصواب إذا استشار -مثلاً-: لو جاءك كافر وقال لك: أشتري سيارة كذا أو كذا؟ فيشار عليه بالصواب، لأن هذا من عموم النصيحة، وهذا من باب دعوته إلى الله عز وجل وتأليف قلبه فيما لا يترتب عليه ضرر بالمسلمين، وهذا الشرط واضح.