بعضهم يريد زوجة طائعة من أول الأمر! فإذا خالفته في شيء حلف عليها بالطلاق، يقول: كيف تعصيني؟ لم يدخل إلى الزواج من بوابة واقعية الأمر، المرأة ليست ملكاً لا يخطئ، إنها تخطئ وقد تعصي وفيها اعوجاج، بل أخبر النبي صلى الله عليه وسلم (إنها خلقت من ضلع أعوج، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه) ولذلك فلابد أن يدخل الشخص إلى عالم الزواج وهو مروض نفسه أنه سيكون واقعياً، وليس هذا معناه الرضا بالمنكرات كطبيعة الحال لكن معناه تحمل أخطاء مسامحة وصبر، يوطن نفسه على مقاومة ما يكون في نفسه من المشاعر الرديئة: (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن ساءه منها خلق رضي آخر) ربما لا يعجبك طبخها لكن ينفعك دينها وصلاحها ربما يسوءك شكلها لكن يأتيك منها ولد يساوي الدنيا، ولد صالح يكون مفخرة لك، بعض الناس يقول: هذه زوجتي لو ما جاءني منها إلا هذا الولد لكفى، من كثرة ما يراه من نجابة الولد وصلاحه يقول: يكفي أنها أنجبت لي هذا الولد.
وكذلك بعضهم قد يتزوج امرأة غير متعلمة فيصاب بنوع من الحرج وخصوصاً إذا أراد أن يستقبل ضيوفاً أو أصحاباً له، له نساء متعلمات، فيقول: هذه زوجتي إذا جلست معهن فلا تحسن الكلام، ولا تفتح موضوعات، ولا تعرف تناقش ونحو ذلك، فنقول: علمها، والتعليم بالمناسبة ليس كل شيء؛ لأن بعض النساء قد درسن في مدرسة الحياة، وعندهن من الفطنة والذكاء ولو لم تكن جامعية ولا لديها مؤهل ثانوي لكن عندها فطنة وذكاء وأدب درست في مدرسة الحياة، وقد تكون الجامعية وبالاً على زوجها، فالمسألة إذاً في القضية هذه مسألة وسط، لا للجاهلية الأمية التي يحرج زوجها لا يشترط أنه يوافق عليها، ابحث عن امرأة فيها شيء من التعلم والوعي، وهذا ينفع ولا شك حتى الوعي بالأشياء الطبية والإسعافات الأولية تنفع المرأة.
وكذلك ينبغي على الشاب في هذا الموضوع أن يكثر من الاستشارة، وألا يفاجئ أصحابه بزواج وهو لم يتأكد من وضع قدمه في المكان المناسب والصحيح، قد يشير عليه بعض أصحابه برأي سديد، قد يكون بعضهم على علم أو سمعوا أخباراً عن هذه الفتاة التي تقدم إليها، قد يعرفون من طبيعته أشياء ينبهونه بها إلى أمور تنفعه، قد يكون عنده طبيعة حارة أو عصبي المزاج والمرأة كذلك، فمثلاً: سمعوا أنها متدينة وتصلي ومتحجبة لكنها عنيدة وعصبية، وهو عصبي وعنيد، إذاً وجود هذين الأمرين معاً سيؤدي إلى مشكلات كثيرة، فربما وجد نصيحة من بعض أصحابه لا تقدر بثمن.
ثم إن بعض القصور في المعلومات عن تدين المرأة التي سيتقدم إليها ربما تأتيه بها زوجة أحد أصحابه عن طريق صاحبه وأخيه المسلم.