قال شيخ الإسلام رحمه الله: " واللذات الموجودة في الدنيا، ثلاثة أجناس " الأولى: اللذة الجسدية كالأكل والنكاح واللباس، لماذا سميت لذة جسدية؟ لأن الشخص يباشرها بجسده.
الثانية: اللذة النفسية أو التخيلية أو التوهمية، لأن الإنسان يتخيلها في نفسه، فإحساسه بها إحساس نفسي، مثل: أن يمدحك غيرك، فالمدح مثلاً لذة نفسية، وكما أن فوات الأكل والشرب يؤلمك وتحصيل الأكل والشرب تلتذ به، فكذلك فوات المدح وحصول عكسه من الذم مثلاً، ومخالفة الناس لك تُحدث أذى.
وكذلك فإن موافقة الناس لك ومدحهم، وثناؤهم عليك يُحدث في نفسك لذة، فالإهانة والذم تُحدث ألماً كما أن فَقْدَ الأكل والشرب يُحدث ألماً وهو ألم الجوع.
فالمأكول والمنكوح تنال بالجسد، أي: أشياء محسوسة، يتلذذ بوجودها ويتألم بفقدها، وأما الكرامة فهي في النفوس، فإذا أُكرمت حصل عندك لذة وإذا أهنت صار عندك ألم.
الثالثة: لذة القلب والروح: كلتذاذه بذكر الله تعالى ومعرفته، ومعرفة الحق، هذه اللذة العظمى التي لا تضاهيها لذة، والتي من تذوقها هانت عنده اللذات الأخرى.