وأما الأرحام فحسن التعامل معهم هو صلتهم، والصلة أعلى من المعاملة بالمكافأة، فإن صلة من قطع أعلى درجة من مكافأة يظهرها من عومل بمثلها، عن أبي هريرة قال: (أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي, ويجهلون وأحلم عنهم) هذه معاملتي وهذه معاملتهم، هذا أذاهم وهذا إحساني، هذا ما أقابلهم به حتى اشتد ذلك على الرجل، (فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لئن كان كما تقول -لئن كان الأمر كما تقول- كأنما تسفهم المل) أي: تطعمهم الرماد الحار، وهو تعبير ينبئ عن علو كعبه، وارتفاع أمره عليهم أن له الحجة فوقهم وأنه قد أدانهم (ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك) أي: المعونة من الله.