ثم قال:
وصافح لمن تلقاه من كل مسلمٍ تناثر خطاياكم كما في المسند
وليس لغير الله حل سجودنا ويكره تقبيل الثرى بتشددِ
المصافحة سنة، وفيها تناثر خطايا بين المسلمين، أما السجود فلا يجوز لغير الله، وإذا قبل الأرض وسجد يصير الحرام أكثر وأشد، كان سجود التحية في شرع من قبلنا كما سجد أهل يوسف ليوسف، وفي شرعنا حرم، لما رجع معاذ من الشام وسجد للنبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما هذا؟ -سأله النبي صلى الله عليه وسلم- قال: رأيتهم يسجدون لعظمائهم وأنت أعظم من العظماء، فأنت أولى بالسجود، فنهاه عليه الصلاة والسلام عن السجود، وقال: لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحدٍ لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها؛ من عظم حقه عليها).
ويكره منك الإنحناء مسلماً وتقبيل رأس المرء حل وفي اليد
الانحناء عند السلام منهيٌ عنه، ولفظه: (تكره) تأتي بمعنى يحرم، ولكن يستخدمها كما استخدم الإمام أحمد رحمه الله ورعاً، مثل ما يحدث الانحناء في بعض الألعاب الرياضية، كالكاراتيه وغيرها، ينحني بعضهم في بداية اللعبة، هذا حرامٌ لا يجوز، ويجوز تقبيل رأس العالم والوالد وكبير السن، وكذلك تقبيل اليد.
ونزع يدٍ ممن يصافح عاجلاً وأن يتناجى الجمع من دون مفردِ
يعني مكروه إذا سلمت على واحدٍ أن تنزع يدك قبله مستعجلاً، أيضاً النهي عن تناجي جماعة دون واحد.
وأن يجلس الإنسان عند محدثٍ بسرٍ وقيل احضر وإن يأذن اقعدِ
لا تدخل بين اثنين يتناجيان، إذا استأذنت جاز أن تجلس، وقيل لا تأتي أصلاً.